إن انقضت مدة المسح على الخفين أو الجوربين وأنت على غير طهارة، فالواجب عليك إعادة جميع الصلوات التي صليتها بعد انقضاء المدة ولم تغسل فيها رجليك. وإن انقضت المدة وأنت على طهارة، فالواجب عليك إعادة الصلوات من أول ما انتقض وضوؤك بعد انقضاء المدة.

إذا كان الحال ما ذكرت من مسحك على الجوربين وقد لبستهما على غير طهارة، جهلا منك بوجوب ذلك، فلا يلزمك القضاء في قول جماعة من أهل العلم، وإن أمكنك القضاء فهو أولى وأحوط.

1. بداية مدة المسح على الخفين أو الجوربين تكون مِن أول مرَّة مَسَح فيها بعد الحَدَث وليس من أول لبس الخف.
2. صفة المسح على الخفين فهي أن يضع أصابع يديه مبلولتين بالماء على أصابع رجليه ثمَّ يُمرُّهما إلى ساقه، يمسح الرجل اليمنى باليد اليمنى، والرجل اليسرى باليد اليسرى، ويُفرِّج أصابعه إذا مسح ولا يكرر المسح، ولا يمسح من جانبي الخف ّوخلفه فلم يرد في مسحه شيء.

لا تشترط النية لجواز المسح على الجوربين فإذا لبس الجوربين على طهارة فله المسح عليهما يوماً وليلة إذا كان مقيماً وثلاثة أيام بلياليهن إذا كان مسافراً.

ذهب جمهور العلماء إلى أن غسل القدمين أفضل من المسح على الخفين لأن غسل القدمين هو الأصل فكان أفضل. وذهب الإمام أحمد إلى أن المسح على الخفين أفضل واستدل ببعض الأمور.

يجب عليك التقيد بمدة المسح على الخفين، فإذا انقضت لم يجز المسح على الخف، حتى ينزع ويلبس على طهارة كاملة، لكن انقضاء المدة لا يوجب بطلان الوضوء على الراجح، فإذا انقضت المدة وأنت على طهارة، جاز لك الصلاة بهذه الطهارة حتى تحدث. وما ذكرت من مشقة غسل الرجل، يمكن التغلب عليه بالجلوس على كرسي ونحوه، أو صب الماء على الرجلين دون أن تنحني لغسلهما.

يجوز المسح على الجورب المبلل بالماء ما دام قد لُبس بعد طهارة كاملة، ولو وصل الماء إلى القدم، إذ لا يُشترط في صحة المسح أن يمنع الجورب تسرب الماء، وهو مذهب الحنابلة، والراجح عند العلماء.

انتهاء مدة المسح على الخفين لا تبطل الوضوء على القول الراجح، وعليه فإذا انقضت المدة وأنت في الصلاة ، فاستمر في صلاتك، وصل ما شئت حتى ينتقض وضوؤك. وكذلك إذا خلع الإنسان الخف أو الجورب بعد أن مسح عليهما فلا تبطل طهارته على القول الصحيح.