الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

العهد المأخوذ على بني آدم هو الفطرة

248517

تاريخ النشر : 21-10-2016

المشاهدات : 50648

السؤال


جاء في سورة البقرة أننا نعيش في الحياة الثانية، حيث بدأت حياة البشر قبل الخلق في البرزخ حينما أخذ الله العهد علينا بأننا سنعبده ، وبعد أن جاء بنا إلى الحياة الدنيا محا من ذاكرتنا ذلك. لذا، فالسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا أخذ علينا العهد إن كان يريد مسح ذلك من ذاكرتنا بعد ذلك؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
العهد الذي أخذه الله عز وجل من ذرية آدم في العالم الأول لم يُمحَ من ذاكرتنا، ولم ينسه أي من بني آدم، وإذا سألت عنه فنقول لك : إنه "الفطرة" المركوزة في نفوسنا وقلوبنا، تلك الدافعية العميقة نحو الإيمان بالله، والتعرف إليه سبحانه، بل وتبلغ حد "الضرورة" التي تحثنا وتضطرنا إلى الاعتراف بأن الخالق جل وعلا هو الرب الواحد الكامل ، الذي ربانا وربى جميع المخلوقات بنعمته .
وهذه "الضرورة" القلبية والعقلية أقوى ما يدفع الإنسان إلى الإيمان والتوحيد؛ لأنها غالبا أقوى من كل أسباب الانتكاس والارتكاس في حمأة الجهل والشبهات، وكثيرا ما تفرض سطوتها على صاحبها فتكشف عهد التوحيد في باطن النفس وقت اشتداد الأزمات، ولو كان صاحب الفطرة متظاهرا اليوم بالإلحاد، لكن داعي التوحيد ، ما زال يهتف به من داخله ، بحكم الفطرة التي هي العهد الأول المأخوذ على بني آدم.

ولو تصور السائل عكس ما يقول لأدرك الجواب على سؤاله، فلو تصور أن هذا العهد الذي أخذ على بني آدم "ألست بربكم" لم ينتقل إلى قرارة "الفطرة"، ولم يتحول إلى أعماق "الضرورة"، بل بقي ماثلا في ذاكرة كل منا ، وكأنه مشهد مرئي يشهده الآن. فماذا يتبقى بعد ذلك من الإيمان بالغيب! وكيف ستتحقق حكمة "الابتلاء الإيماني" ، إذا كان الكل يشاهد ميثاق الله عليه عيانا! والله عز وجل قد خلق الدنيا كلها لاختبارنا في امتحان "حسن العمل"، و"حسن البناء"، و"حسن الإصلاح ومحاربة الفساد"، وكل هذه الاختبارات لا بد لها – كي تكون اختبارا – من توفير أسباب النجاح ، وأسباب الفشل، ليختار الإنسان طريقه في ظل هذه الهداية.
روى أبو داود في "السنن" (رقم4716) – وصححه الألباني - قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا حجاج بن المنهال، قال: سمعت حماد بن سلمة، يفسر حديث (كل مولود يولد على الفطرة) قال: " هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم العهد في أصلاب آبائهم، حيث قال: (ألست بربكم قالوا بلى) [الأعراف: 172] " .

ونحن نسوق هنا من أقوال العلماء ما يؤكد أن ذلك العهد والميثاق هو الفطرة، والفطرة حاضرة لا تغيب، وهي رسالة الله تعالى للعالمين لتذكيرهم بالعهد الأول، ولكنها رسالة تجمع بين الوضوح، كونها مركوزة في جميع النفوس، ولكنها في الوقت نفسه ليست شاهد عيان، وإلا لم يعد للإيمان بالغيب أي حكمة، بل لم يعد لخلق الإنسان أي فائدة جديدة.
يقول ابن قتيبة رحمه الله:
"أراد بقوله: (كل مولود يولد على الفطرة) أخذ الميثاق الذي أخذه عليهم في أصلاب آبائهم (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)
فلست واجدا أحدا إلا وهو مقر بأن له صانعا ومدبرا، وإن سماه بغير اسمه، أو عبد شيئا دونه، ليقربه منه عند نفسه، أو وصفه بغير صفته، أو أضاف إليه ما تعالى عنه علوا كبيرا.
قال الله تعالى: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)
فكل مولود في العالم على ذلك العهد والإقرار، وهي الحنيفية التي وقعت في أول الخلق، وجرت في فطر العقول.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تبارك وتعالى: إني خلقت عبادي جميعا حنفاء، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم)" انتهى من " تأويل مختلف الحديث" (ص200) .
ويقول أبو إسحاق الزجاج:
"مَعْنَاهُ أن اللَّه عزَّ وجلَّ فطر الخلق على الإيمان على ما جاء في الحديث، أن اللَّه جل ثناؤه أخرج مِنْ صُلب آدم ذُريتَهُ كالذَّرِّ، وَأَشْهَدَهُمْ على أَنْفُسِهِمْ بأنه خَالِقُهُمْ، قال اللَّه عزَّ وجلَّ: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى).
فكل مولود فهو من تلك الذرية التي شَهِدَتْ بِأنَّ اللَّهَ خَالِقُهَا. فمعنى (فِطْرَتَ اللَّهِ) دين الله الذي فَطَرَ الناس عليه" انتهى من " معاني القرآن وإعرابه" (4/ 185) .
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
"وَهَذَا إِخْبَار عَمَّا فطروا عَلَيْهِ من الْإِقْرَار بِأَن الله رَبهم، كَمَا قَالَ: (وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى) الْآيَة [سُورَة الْأَعْرَاف 172] فَإِن هَذِه الْآيَة بَينة فِي إقرارهم وشهادتهم على أنفسهم بالمعرفة الَّتِي فطروا عَلَيْهَا، أَن الله رَبهم. وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (كل مولود مولد على الْفطْرَة)
وَطَائِفَة من الْعلمَاء جعلُوا هَذَا الْإِقْرَار لما اسْتخْرجُوا من صلب آدم ، وَأَنه أنطقهم وأشهدهم ؛ لَكِن هَذَا لم يثبت بِهِ خبر صَحِيح عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْآيَة لَا تدل عَلَيْهِ" انتهى من "جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم" (1/ 11) .
ويقول أيضا رحمه الله:
"أما قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) : فالصواب أنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: (ألست بربكم قالوا بلى). وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة.
فإن حقيقة الإسلام أن يستسلم لله لا لغيره، وهو معنى لا إله إلا الله، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال: (كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟) بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن وأن العيب حادث طارئ. وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن الله: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرَّمَت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)" انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/ 245) .
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله:
"أحسن ما فسرت به الآية قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه وينصرانه) فالميثاق الذي أخذه سبحانه عليهم، والإشهاد الذي أشهدهم على أنفسهم، والإقرار الذي أقروا به هو الفطرة التي فطروا عليها؛ لأنه سبحانه احتج عليهم بذلك، وهو لا يحتج عليهم بما لا يعرفه أحد منهم ولا يذكره، بل بما يشركون في معرفته، والإقرار به" .
انتهى من "أحكام أهل الذمة" (2/949) .
ويقول العلامة السعدي رحمه الله:
"يقول تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) أي: أخرج من أصلابهم ذريتهم، وجعلهم يتناسلون ويتوالدون قرنا بعد قرن. و حين أخرجهم من بطون أمهاتهم وأصلاب آبائهم (أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) أي: قررهم بإثبات ربوبيته، بما أودعه في فطرهم من الإقرار، بأنه ربهم وخالقهم ومليكهم.
قالوا: بلى قد أقررنا بذلك، فإن الله تعالى فطر عباده على الدين الحنيف القيم.
فكل أحد فهو مفطور على ذلك، ولكن الفطرة قد تغير وتبدل بما يطرأ عليها من العقائد الفاسدة، ولهذا (قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) أي: إنما امتحناكم حتى أقررتم بما تقرر عندكم، من أن الله تعالى ربكم، خشية أن تنكروا يوم القيامة، فلا تقروا بشيء من ذلك، وتزعمون أن حجة الله ما قامت عليكم، ولا عندكم بها علم، بل أنتم غافلون عنها لاهون. فاليوم قد انقطعت حجتكم، وثبتت الحجة البالغة لله عليكم" .
انتهى من "تيسير الكريم الرحمن" (ص308) .

ثانيا :
وأما ما ذكره السائل من أننا نعيش الآن في حياتنا الثانية ، فهو مبني على القول بأن الحياة الأولى : هي إخراج الذرية من صلب آدم ، وأخذ الميثاق عليهم ، على نحو ما ذكر في سورة الأعراف .
وقد ذكرت الحياتان ، والموتتان ، في قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة/28
وهذا القول في تفسير الموتتان ، والحياتان : قول ضعيف ، مردود .
قال أبو حيان رحمه الله :
" وفي ترتيب هاتين الموتتين والحياتين اللاتي ذكر الله تعالى وامتن عليهم بها أقوال:
الأول: أن الموت الأول: العدم السابق قبل الخلق، والإحياء الأول:الخلق، والموت الثاني: المعهود في دار الدنيا، والحياة الثانية: البعث للقيامة، قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد.
الثاني: أن الموت الأول: المعهود في الدنيا، والإحياء الأول: هو في القبر للمسألة، والموت الثاني: في القبر بعد المسألة، والإحياء الثاني: الرحم ، فهي ميتة إلى نفخ الروح فيحييها بالنفخ، والموت الثاني: المعهود، والإحياء الثاني: البعث. السادس: أن الموت الأول هو الخمول، والإحياء الأول: الذكر والشرف بهذا الدين والنبي الذي جاءكم، والموت الثاني: المعهود، والإحياء الثاني: البعث، قاله ابن عباس. السابع: أن الموت الأول: كون آدم من طين، والإحياء الأول: نفخ الروح فيه فحييتم بحياته، والموت الثاني: المعهود، والإحياء الثاني: البعث.
قال ابن كثير رحمه الله :
" يقول تعالى محتجا على وجوده وقدرته، وأنه الخالق المتصرف في عباده: (كيف تكفرون بالله) أي: كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره! (وكنتم أمواتا فأحياكم) أي: قد كنتم عدما فأخرجكم إلى الوجود، كما قال تعالى: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) [الطور: 35، 36] ، وقال (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) [الإنسان: 1] والآيات في هذا كثيرة.
وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه: (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) [غافر: 11] قال: هي التي في البقرة: (وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم)
وقال ابن جريج ، عن عطاء، عن ابن عباس: (كنتم أمواتا فأحياكم) أمواتا في أصلاب آبائكم، لم تكونوا شيئا حتى خلقكم، ثم يميتكم موتة الحق، ثم يحييكم حين يبعثكم. قال: وهي مثل قوله: ( ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) .
وقال الضحاك، عن ابن عباس في قوله: (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) قال: كنتم ترابا قبل أن يخلقكم ، فهذه ميتة، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى. فهذه ميتتان وحياتان، فهو كقوله: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم)
وهكذا روي عن السدي بسنده، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس -وعن مرة، عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة-وعن أبي العالية والحسن البصري ومجاهد وقتادة وأبي صالح والضحاك وعطاء الخراساني نحو ذلك.
وقال الثوري، عن السدي عن أبي صالح: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) قال: يحييكم في القبر ، ثم يميتكم.
وقال ابن جرير عن يونس، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ خلقهم في ظهر آدم ثم أخذ عليهم الميثاق، ثم أماتهم ثم خلقهم في الأرحام، ثم أماتهم، ثم أحياهم يوم القيامة. وذلك كقول الله تعالى: (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) وهذا غريب والذي قبله. والصحيح ما تقدم عن ابن مسعود وابن عباس، وأولئك الجماعة من التابعين، وهو كقوله تعالى: (قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [الجاثية: 26] .  .
وعبر عن الحال قبل الوجود بالموت بجامع ما يشتركان فيه من عدم الإحساس، كما قال في الأصنام: (أموات غير أحياء) [النحل: 21] ، وقال (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون) [يس: 33] ." انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/213).
وقال أبو حيان رحمه الله ، بعد أن حكى الخلاف في تفسير الآية :
" واختار ابن عطية القول الأول وقال: هو أولى الأقوال، لأنه لا محيد للكفار عن الإقرار به في أول ترتيبه، ثم إن قوله: وكنتم أمواتا، وإسناده آخرا الإماتة إليه، مما يقوي ذلك القول، وإذا أذعنت نفوس الكفار لكونهم أمواتا معدومين ثم للإحياء في الدنيا ثم للإماتة فيها، قوي عليهم لزوم الإحياء الآخر وجاء جحدهم له دعوى لا حجة عليها. انتهى كلامه، وهو كلام حسن " .
انتهى من "البحر المحيط" (1/211) .
وقال الشنقيطي رحمه الله :
" والتحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه: أن الإماتة الأولى هو كونهم في بطون أمهاتهم علقًا ومُضَغًا لا حياة فيهم قبل أن يُنفخ فيهم الروح، وأن الإحياءة الأولى هي إحياءتهم في بطون أمهاتهم التي خرجوا بها إلى الدنيا. والإماتة الثانية: الإماتة إلى القبور، بالإحياءة الثانية: الإِحْيَاءَة من القبور بالبعث إلى الحساب والجزاء. وهذا المعنى أوضح الله أنه المراد في سورة البقرة في قوله: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ... ) الآية [البقرة: آية 28]" .
انتهى من "العذب النمير" (4/236).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والصحيح أن هذه الآية ـ يعني : قوله تعالى : ( ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ) ـ كقوله: (وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) فالموتة الأولى قبل هذه الحياة والموتة الثانية بعد هذه الحياة. وقوله تعالى (ثم يحييكم) بعد الموت " انتهى ، من "مجموع الفتاوى" (4/275) .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب