الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

هل يجوز اقتناء وترويض الثعالب والذئاب ونحوها من الحيوانات المفترسة؟

140526

تاريخ النشر : 26-12-2009

المشاهدات : 72959

السؤال

أنا أعلم أنه لا يجوز اقتناء الكلاب كحيوانات أليفة ولكن ماذا عن الثعالب والذئاب. فقد علم من تجارب السنين أنه يمكن ترويض هذه الحيوانات والتعايش معها فما الحكم الشرعي في هذه المسألة؟

الجواب

الحمد لله.

لا يجوز اقتناء وترويض الثعالب والذئاب وأمثالها من الحيوانات المفترسة كالأسد والنمر ؛ لأنه لا منفعة فيها ، ولأن اقتناءها قد يؤدي إلى ضرر عظيم ؛ فإنه لا يؤمن انفلاتها وإضرارها بالناس ، ولما في شرائها واقتنائها من تضييع المال وإنفاقه في غير وجهه .

ولما في ذلك من التشبه بأولئك المترفين الذين لا هَمّ لهم إلا إشباع أهوائهم ورغباتهم .

قال النووي رحمه الله في "المجموع" (9/286-287) : " القسم الثاني من الحيوان : ما لا ينتفع به فلا يصح بيعه ، وذلك كالخنافس والعقارب والحيات ... قال أصحابنا : وفي معناه : السباع التي لا تصلح للاصطياد ولا القتال عليها ولا تؤكل ، كالأسد والذئب والنمر والدب وأشباهها ، فلا يصح بيعها ؛ لأنه لا منفعة فيها" انتهى .

وقال زكريا الأنصاري رحمه الله :

"لا يصح بيع حشرات لا تنفع ، ولا بيع سباع لا تنفع ، كأسد وذئب ونمر ، وما في اقتناء الملوك لها من الهيبة والسياسة ليس من المنافع المعتبرة ، بخلاف ما ينفع منها كضبع للأكل ، وفهد للصيد ، وفيل للقتال" انتهى مختصرا .

"فتح الوهاب" (1/273) .

وقال في "كشاف القناع" (3/160) : "ولا يصح بيع سباع بهائم ولا جوارح طير لا تصلح لصيد , كنمر وذئب ودب وسبع وحدأة ونسر ونحوها ; لأنه لا نفع فيها كالحشرات" انتهى .

وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : عن حكم الشرع في الاتجار أو اقتناء الحيوانات التي تستخدم لإشباع الهواية ، والتي منها المفترسات مثل : الذئاب والأسود والثعالب .. إلخ .

فأجابوا :

"لا يجوز بيع المفترسات من الذئاب والأسود والثعالب وغيرها من كل ذي ناب من السباع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، ولما في ذلك من إضاعة المال ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعته" انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (13/38-41) .

ومعلوم أن كثيرا ممن اقتنى تلك الحيوانات المفترسة وروّضها لم تنس أصلها الوحشي فافترسته أو آذته أو آذت غيره .

وقد حُكي عن أعرابي أنه أخذ ذئباً صغيراً فربّاه بلبن شاة عنده وقال : إذا ربيته مع الشاة يأنس بها فيذب عنها ، ويكون أشد من الكلب ، ولا يعرف طبع أجناسه ، فلما قوي وثب على شاته فافترسها ! فقال الأعرابي :

أكلت شويهتي ونشأت فينا    فما أدراك أن أباك ذِيبُ

"محاضرات الأدباء" (1/115) .

ولمزيد الفائدة يراجع جواب السؤال رقم (103706) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب