أولًا:
خلقُ الله تعالى أحسنُ خلق، وكلُّ ما يخلقه فبحكمة بالغة، لا عبث فيه ولا خلل، قال سبحانه: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ.
ولو تأمّل العبد لعلم أن الله لم يجعل الناس على صفة واحدة، ولا في رزق واحد، ولا في قدرات واحدة؛ لتقوم الحياة، ويبتلي بعضهم ببعض، وليُعرَف شكرُ الشاكر وصبرُ الصابر.
ثانيًا:
الجمال ليس قاصرًا على الصورة الظاهرة، بل هو أوسع من ذلك بكثير.
فهناك جمال الدين، وجمال الخلق، وجمال العقل، وجمال الروح، وهذه المعاني عند الكثير من الناس أحبّ وأبقى من جمال الشكل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تُنْكَحُ المرأةُ لأربع… فاظفر بذات الدين" متفق عليه، مما يدلّ على أن الجمال الحقيقي قد يكون فيما هو أبقى من الصورة.
وثالثًا:
ليس كل الرجال يتزوجون بالجميلات من جهة الظاهر فحسب؛ فالقبول رزق، والمودة رزق، وقد ترى امرأة ليست من أجمل النساء لكنها أوفرُ دينًا، وأصفى قلبًا، وأحسن عشرَة، فيُحبّها زوجها حبًّا يغنيه عن غيرها، ويختارها على من هي أجمل منها شكلًا.
ولو نظرت حولك لرأيت كثيرا من الجميلات لم يرزقن بزوج بينما نجد كثيرا من المتوسطات الجمال قد رزقنا بالأزواج والأولاد فالمسألة توفيق من الله وأنه بحكمته يرزق من يشاء جميلة كانت أو غير ذلك.
والله أعلم.