من ابتلع ريقه الذي لم يخرج من فمه: فلا شيء عليه، ولو تجمع الريق في حامي الأسنان، أو على الفرشاة، أو نحو ذلك؛ ما دام أنه في الفم ولم يخرجه.
أما إذا خرج الريق إلى خارج الفم، كأن يخرج على فرشاة الأسنان، أو حامي الأسنان، أو نحو ذلك، ثم يعيد الفرشاة إلى فمه، وفيها الريق: فإنه إذا بلع هذا الريق الذي على الفرشاة: أفطر بذلك؛ إذا كان الريق عليها كثيرا ظاهرا. وأما اليسير منه فلا يفطر.
قال ابن قدامة رحمه الله:
"وما لا يمكن التحرز منه، كابتلاع الريق، لا يفطره، لأن اتقاء ذلك يشق، فأشبه غبار الطريق، وغربلة الدقيق. فإن جمعه ثم ابتلعه قصدا لم يفطره؛ لأنه يصل إلى جوفه من معدنه [يعني : من موضعه] ، أشبه ما إذا لم يجمعه...، فإن الريق لا يفطر إذا لم يجمعه، وإن قصد ابتلاعه، فكذلك إذا جمعه...
فإن خرج ريقه إلى ثوبه، أو بين أصابعه، أو بين شفتيه، ثم عاد فابتلعه، أو بلع ريق غيره: أفطر" انتهى من "المغني" (4/ 354).
وقال رحمه الله:
"ولو ترك في فمه حصاة أو درهما، فأخرجه وعليه بِلَّة من الريق، ثم أعاده في فيه، نظرت؛ فإن كان ما عليه من الريق كثيرًا، فابتلعه: أفطر.
وإن كان يسيرا لم يفطر بابتلاع ريقه...؛ لأنه لا يتحقق انفصال ذلك البلل، ودخوله إلى حلقه، فلا يفطره، كالمضمضة والتسوك بالسواك الرطب والمبلول.
ويقوى ذلك: حديث عائشة في مص لسانها. ولو أخرج لسانه وعليه بلة، ثم عاد فأدخله وابتلع ريقه، لم يفطر" انتهى من "المغني" (4/ 355).
وعلى ذلك؛
فالذي يظهر أن ما يعلق بحامي الأسنان من الريق، يبقى منه جزء في الحامي، وما يذهب إلى فمه، ثم يبتلعه: لا يظهر أنه كثير يفطر به.
لكن، مع ذلك: ينبغي أن يحتاط لعبادته؛ فإذا أخرج الحامي من فمه، جففه بمنديل ونحوه، قبل أن يعيده إلى فمه مرة أخرى. فإن نسي ذلك، في بعض المرات: فنرجو ألا يكون عليه حرج.
والله أعلم.