هل صح الحديث في عدم قبول عمل العاق والمنان ومكذب القدر؟

هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "بر الوالدين" (18)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1 / 142)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8 / 140)، والبيهقي في "القضاء والقدر" (ص287 - 288)، وغيرهم: عن عُمَر بْن يَزِيدَ النَّصْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:  ثَلَاثَةٌ ‌لَا ‌يَقْبَلُ ‌اللهُ ‌مِنْهُمْ ‌صَرْفًا ‌وَلَا ‌عَدْلًا: عَاقٌّ، وَمَنَّانٌ، وَمُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ .

وقد حسّن إسناده الحافظ المنذري، حيث قال رحمه الله تعالى:

" رواه ابن أبي عاصم في "كتاب السّنة" بإسناد حسن " انتهى. "الترغيب والترهيب" (3 / 224).

وحسنه أيضا الشيخ الألباني، حيث قال رحمه الله تعالى:

" رواه ابن أبي عاصم في " السنة " برقم (323 - بتحقيقي) والطبراني (7547) ... من طريق عمر بن يزيد النصري، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير عمر بن يزيد النصري، وهو مختلف فيه كما شرحته في " الأحاديث الضعيفة " (3398).

والذي يتبين لي من مجموع ما قيل فيه: أنه حسن الحديث، فقد وثقه دحيم وأبو زرعة الدمشقيان …" انتهى "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (4 / 390).

لكن عمر بن يزيد النصري وإن وثقه دحيم وأبوزعة الدمشقيان، فقد تُكلِّم في ضبطه، وأنه يخالف الثقات.

قال العقيلي رحمه الله تعالى:

" عمر بن يزيد النّصريّ، عن الزّهريّ: يُخَالِف في حديثه " انتهى "الضعفاء" (4/199).

وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:

"كان ممن يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به على الإطلاق، وإن اعتبر بما وافق الثقات، فلا ضير " انتهى "المجروحين" (2/61).

وقد ذكره في "الثقات، وقال:

"‌ عمر ‌بن ‌يزيد ‌النصري: من أهل الشام، يروي عن الزهري، روى عنه عمرو بن واقد: في روايته أشياء" انتهى "الثقات" (7/179).

فتفرد مثل هذا الراوي، بهذه الرواية، وعدم وجود متابع له ممن هو مثله، أو ممن هو أقوى منه= مما يوهن الإسناد ويضعفه.

لذا قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

" هذا لا يصحّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حبّان: عمر بن يزيد: يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل " انتهى "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" (1/157).

وقال الهيثمي رحمه الله تعالى:

" وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: عاق، ومنان، ومدمن خمر، ومكذب بقدر ).

وفي رواية: ( ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا ) فذكر نحوه.

رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما بشر بن نمير وهو متروك، وفي الآخر عمر بن يزيد وهو ضعيف " انتهى "مجمع الزوائد" (7/206).

فالحاصل؛ أن إسناد هذا الخبر ضعيف، لا يثبت.

والله أعلم.