الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

هل يقال للنبي محمد حبيب الله

السؤال

وصف النبي صلى الله عليه وسلم بحبيب الله ؟.

الجواب

الحمد لله.

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" النبي صلى الله عليه وسلم حبيب الله لا شك فهو حاب لله ومحبوب لله ، ولكن هناك وصف أعلى من ذلك وهو خليل لله ، فالرسول صلى الله عليه وسلم خليل الله كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " رواه مسلم ( 532 ) .

والخلة هي كمال المحبة .

ولهذا من وصفه بالمحبة فقط فإنه نزله عن مرتبته ، فالخلة أعظم من المحبة وأعلى ، فكل المؤمنين أحباء الله ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم في مقام أعلى من ذلك وهو الخلة فقد اتخذه الله خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، لذلك نقول : إن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الله، وهذا أعلى من قولنا : حبيب الله لأنه متضمن للمحبة ، وزيادة لأنه غاية المحبة ."

مجموع فتاوى ابن عثيمين رحمه الله (1/319)

وقال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (10/204) :

وقول بعض الناس إن محمدا حبيب الله وإبراهيم خليل الله ، وظنه أن المحبة فوق الخلة ، قول ضعيف ، فإن محمدا أيضا خليل الله ، كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة المستفيضة اهـ .

وقال ابن القيم في "روضة المحبين" (1/49)

وقد ظن بعض من لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل ، وقال : محمد حبيب الله ، وإبراهيم خليل الله . وهذا باطل من وجوه كثيرة :

منها : أن الخلة خاصة ، والمحبة عامة . فإن الله يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، وقال في عباده المؤمنين : ( يحبهم ويحبونه ) .

ومنها : أن النبي نفى أن يكون له من أهل الأرض خليل ، وأخبر أن أحب النساء إليه عائشة ، ومن الرجال أبوها .

ومنها : أنه قال : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ) .

ومنها : أنه قال : ( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ) اهـ .

فائدة :

قد ورد حديث ظاهره يخالف ما تقدم من أن الخلة أعلى من المحبة ، رواه الترمذي (3161) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ ، وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ ، وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ، وَآدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ ، أَلا وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ وَلا فَخْرَ . . . إلخ الحديث ) .

وهذا الحديث ضعيف ، لا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب