ورد في السنة كثير من الأحاديث التي تبين عادة النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام  ، وهي كلها من الهدي المعتدل الكامل بكماله صلى الله عليه وسلم ، لم يكن فيه شيء من  الإسراف أو الإجحاف أو الضرر ، فقد بعث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم . 
 وكان مما ورد في طعامه صلى الله عليه وسلم أشياء مذكورة في السؤال :
 1- العسل :
 عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ : 
 ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ ) رواه البخاري (5431)، ومسلم (1474) .
 2- التمر : 
 عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ  يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ) رواه البخاري (5445) ومسلم  (2047) ، وقال أيضا: ( يَا عَائِشَةُ ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ  جِيَاعٌ أَهْلُهُ ، يَا عَائِشَةُ ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ ) رواه مسلم (2046) ، بل كان التمر غالب قوت النبي صلى الله  عليه وسلم ، فقد روت عائشة رضي الله عنها قالت : ( إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى  الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ ، وَمَا  أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ . فَقُلْتُ – أي  عروة بن الزبير - : يَا خَالَةُ ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ ؟ قَالَتِ : الأَسْوَدَانِ  : التَّمْرُ ، وَالْمَاءُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله  عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ ، وَكَانُوا  يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهِمْ ، فَيَسْقِينَا  ) متفق عليه . 
 3- الخل : 
 عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نِعْمَ الْأُدُمُ أَوْ  الْإِدَامُ الْخَلُّ ) رواه مسلم (2051) .
 3- زيت الزيتون :
 عَنْ أَبِي أَسِيدٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ : ( كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ  مُبَارَكَةٍ ) رواه الترمذي (رقم/1852) وصححه الألباني لشواهده في "السلسلة  الصحيحة" (رقم/379) .
 4- الشعير : 
 عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : ( مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى  قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه مسلم  (2970)
 5- اللبن : 
 أما اللبن فكان أيضا من أكثر طعامه صلى الله عليه وسلم ، وهو من الفطرة التي  اختارها يوم الإسراء والمعراج ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( فَأَخَذْتُ الَّذِي  فِيهِ اللَّبَنُ فَشَرِبْتُ فَقِيلَ لِي أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ ) متفق عليه . 
 هذا محصل أحاديث أكل النبي صلى الله عليه وسلم من الأطعمة الواردة في السؤال ، ولكن  ليس في السنة التفصيل الوارد في السؤال ، وتقسيم الوجبات الثلاث : الفطور ، والغداء  والعشاء ، بل لم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم تناول أكثر من وجبتين في اليوم  والليلة .
 عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ : ( مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه  وسلم أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ ) رواه البخاري  (6455) .
 يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : " فيه إشارة إلى أنهم ربما لم يجدوا في اليوم إلا  أكلة واحدة ، فإن وجدوا أكلتين فإحداهما تمر " انتهى . "فتح الباري"  (11/292) .
 فلا يجوز نسبة ما ورد في السؤال من تفصيل الوجبات إلى النبي صلى الله عليه وسلم  بهذا الترتيب والتفصيل ، بل الواجب الاقتصار على ما ورد في الأحاديث العامة في  تناول النبي صلى الله عليه وسلم من مفردات الأطعمة المذكورة .