أولاً :
 نسأل الله تعالى أن يُعظم للأخت المبتلاة الأجر ، ونسأله تعالى أن يشفيها ويعافيها  ، ونوصيها بالصبر والاحتساب ، وهذا من صفات أهل الإيمان .
 ولتعلم هذه الأخت أن مثل هذه الابتلاءات لها حكَم بالغة ، وهي مما يُكفَّر بها عنها  الخطايا ، ويرفع بها لها الدرجات .
 عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومي رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَباً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ  خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ  شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً  لَهُ ) رواه مسلم ( 2999 ) .
 قال علماء اللجنة الدائمة : " الله سبحانه حكيم عليم بما يصلح شأن عباده ، عليم بهم  ، لا يخفى عليه شيء ، فيبتلي عباده المؤمنين بما يصيبهم من مختلف أنواع المصائب في  أنفسهم ، وأولادهم ، وأحبابهم ، وأموالهم ؛ ليعلم الله سبحانه - علماً ظاهراً -  المؤمن الصابر المحتسب من غيره ، فيكون ذلك سبباً لنيله الثواب العظيم من الله جل  شأنه ، وليعلم غير الصابر من الجزعين الذين لا يؤمنون بقضاء الله وقدره ، أو لا  يصبرون على المصائب ، فيكون ذلك سبباً في زيادة غضب الله عليهم ، قال تعالى : (  وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ  الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) ، وقال  سبحانه وتعالى : ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ  وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ  ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ ) إلى أن قال : ( وَالصَّابِرِينَ  فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا  وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ، وقال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى  نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) ،  والعلم الظاهر : الموجود بين الناس ، وإلا فهو سبحانه يعلم في الأزل الصابر وغيره .
 كما أن المصائب - من الأمراض والعاهات والأحزان - سبب في حط خطايا وتكفير ذنوب  المؤمن ، فقد ثبت في أحاديث كثيرة أنها تحط الخطايا ، فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي  الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يصيب المؤمن من  وَصَب ولا نَصَب ولا سقم ولا حزَن حتى الهمّ يهمّه ، إلا كفر الله به سيئاته ) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي  ، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً ، قال : أجل إني  أوعك كما يوعك رجلان منكم " قلت : أذلك بأن لك أجرين ؟ قال : أجل ، ما من مسلم  يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )  أخرجه البخاري ومسلم .
 هذا وقد تكون الأمراض ونحوها عقوبة ، ومع ذلك تكون كفارة لمن أصابته إذا صبر واحتسب  ؛ لعموم ما تقدم من النصوص ؛ ولقوله سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ  فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .
 وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم "  انتهى .
 الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن  غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (8/336) .
 ثالثاً :
 لا نعلم شيئاً في السنَّة النبوية يقال عند الابتلاء بهذا ، وفي الطب الحديث – كذلك  – لا يوجد ـ فيما نعلم ـ دواء لهذا الداء ؛ لأنه ـ في الغالب الأعم من حالاته ـ لا  يعد مرضاً بل مشكلة يحتاج علاجها إلى عناصر مهمة أن توجد في المبتلى ، وهي : الثقة  بالنفس ، والبيئة البيتية والمدرسية والسكنية الواعية التي لا تتسبب في ضغط نفسي  على المبتلى ، والتدرب على طريقة الكلام المناسبة ببطء ومهل حتى يتخلص من مشكلته –  بإذن الله – نهائيّاً ، ويحتاج هنا لمساندة أخصائي النطق والتخاطب .
 وفي السنة النبوية أدعية يقولها المريض أيّاً كان مرضه ، ويمكن الاطلاع عليها في  جواب السؤال رقم : ( 20176 ) .
 والله أعلم