أولا:
تطلق كلمة (تَكْفَى) في سياق الرجاء في بعض لهجات الجزيرة العربية، خاصة في نجد، وتُقال عادة عند الرجاء القوي وطلب المعونة، وهي أقرب ما تكون في الفصحى إلى "أرجوك أو رجاءً أو لو تكرَّمت، وتُستعمل غالبًا بين المقرّبين. فقولهم: (تكفى لا تتأخر = أرجوك لا تتأخر)، مع دلالةٍ أشدّ على التوسّل والالتماس،
وقد يُلجأ إليها في الأمور الصعبة والملحة، وبهذا المعنى وردت (تكفى) في البيت المشهور للشاعر السعودي الراحل محمد الدحيمي:
تَكْفَى، تَرى «تَكْفَى» تَهُزُّ الرِّجَاجِيلْ * وَلَوْلَا صُرُوفُ الوَقْتِ مَا قُلْتُ: «تَكْفَى».
والمعنى: يقول الشاعر: أرجوك- واعلم أن كلمة «أرجوك» تهزّ نخوة الرجال وتستثير مروءتهم - ولو لا شدائد الزمان وتقلباته ما طلبتُ من أحدٍ بهذه الكلمة.!
فهذا البيت يدل على أن كلمة "تكفي" تستخدم في التوسل والالتماس في الأحوال الصعبة الملحة.
وكأن أصلها مأخوذة من الفعل العربي "كَفَى" أي: (سدَّ الحاجة وأغنى)، وكأن القائل يقول: "اكفِني هذا الأمر وأعنّي فيه"
ثانيا:
معنى "تكفى يا الله"، أو "يا رب" في هذا السياق يقصد به: "أرجوك يا رب، اكفني هذا الأمر" أو "أرجوك يا رب ساعدني".
والأصل أنه يجوز الدعاء بكل لسان وكل لهجة، وبناء عليه؛ فلا بأس أن يقول: تكفى يا الله.
والرجاء مطلوب شرعاً، قال الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف/ 110].
والأدعية الواردة أولى من غيرها. والتوسل إلى الله جل جلاله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وأفعاله بخلقه، رحمته، وبره، وعطائه، ورزقه= أولى، وأعظم بركة.
وانظر: فتوى (102600).
والله أعلم.
