قد يكون للوالدين أحيانا رؤية مبنية على قناعات أو أعراف أو عادات وتقاليد تخالف قناعاتنا ورؤيتنا.
وفي هذه القضية ربما ترى أمك أن معرفتك لتلك المعلومات في الفترة الأولى (فترة رويتهم الأولية لكِ) لا تنفعك؛ لأنكِ إذا عرفتِ عنهم معلومات تُرغب بالزواج منهم، ولم يرتضوا اختياركِ، ربما وقع في نفسك تحسر وتأسفٌ على عدم رضاهم بكِ، واختياركِ زوجة لابنهم.
وعدم معرفتك يوفر عليك هذا الجانب من الأسف الذي قد يرهقك نفسيا، فجهلنا أحيانا ببعض الأمور، فيه قدر من الراحة النفسية.
وهذا الأمر لاشك أنه في المرحلة الأولى، وأما إذا ارتضوكِ، وطلبوا التقدم لكِ، فيجب أن تعرفي عنهم كل المعلومات التي تستطيعين من خلالها اتخاذ القرار، فالقرار قراركِ.
وإذا كان لكِ حاجة لمعرفة معلومات عنهم قبل أن تسمحي لهم برؤيتك النظرة الأولية، فهذا أيضا مطلب مشروع وحق لكِ، وفي مثل هذه الحالة عليكِ محاولة التفاهم مع أمك، وإقناعها بأهمية الأمر الذي يخص مصالحكِ ولا يضرهم، ويكون ذلك بالحسنى وتمام الأدب.
فإن حصل فالحمد لله، وإن أصرت أمك على رأيها، فلا تتذمري فغالبا أنهم يرون في قرارتهم مصلحة لنا، وقد يصيبون وقد يخطئون، ولكن في الغالب وبالتجربة أن النزول على رأيهم، يكون في الأمر خير وبركة، إن شاء الله، مع الأجر العظيم على بر والديك، والصبر على ما تكرهين، مما لا إثم فيه.
والله أعلم.