أولاً:
وروى مسلم في صحيحه (1163) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ).
قال الملا القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/1411): "الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ جَمِيعُ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ" انتهى.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "أما شهر الله المحرم فقد قال الرسول ﷺ: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" رواه مسلم، فإذا صامه كله فهو طيب" انتهى من "مجموع فتاويه" (15/416).
ثانياً:
من كان من عادته أنه يصوم صيام داود عليه السلام (يصوم يوماً ويفطر يوماً)، فالأفضل أن يصوم في شهر محرم صيام داود عليه السلام لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما السابق؛ قال النبي صلى الله عليه السلام: "وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ" متفق عليه، ومن لم يكن من عادته أن يصوم يوماً ويفطر يوماً فالأفضل له في شهر محرم أن يصوم كله أو أكثره.
وقد سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله في ذلك.
فأجاب:
"من كان يصوم صوم داود في السَّنة قبل شهر الله المحرم فإن الأفضل له صيام داود (يصوم يوما ويفطر يوما)، ومن لم يكن يصوم يوماً ويفطر يوماً فالأفضل له في شهر الله المحرم أن يصوم كله أو أكثره". أملاه : عبدالعزيز بن عبد الله الراجحي، عصر الجمعة ٢٨ صفر ١٤٤٧هـ
والله أعلم.