علاج الثواليل بغرس حبة شعير في الطماطم وزراعتها في الأرض مع قراءة سورة الطارق!

السؤال: 581069

ما حكم قراءة سورة الطارق سبع مرات على حبة شعير؟ أو على الثالول ثم غرس حبة الشعير بحبة بندورة وزرعها في الأرض؟ من فترة والكثير يشير علي بهذه الطريقة لعلاج الثواليل، وأنها مجربة فعلا وأبدت نتيجة في العلاج؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا تشرع الطريقة المذكورة لعلاج الثآليل؛ لأنه لا علاقة بين زرع البندورة مع حبة الشعير في الأرض، وبين زوال الثآليل، فليس هناك سبب شرعي، ولا حسي، فلا قرئ القرآن على الثآليل، ولا وضعت حبة الشعير على الثؤلول، فالأمر مجرد خرافة، بل نوع من الشرك؛ لأنّ جعل ما ليس بسببٍ سبباً، من الشرك، كزعم أهل الجاهلية أن الودعة تقي من العين، أو أن لبس الحلقة في اليد يشفي من الواهنة.

وقد روى أحمد (17440) عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ والحديث حسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.

وروى أحمد (17458) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َقَالَ: مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ صححه الألباني في صحيح الجامع.

والتميمة: ما علق لدفع العين والوقاية من الآفات.

والودَعة: واحدة الودع، وهي أحجار تؤخذ من البحر يعلقونها لدفع العين، ويزعمون أن الإنسان إذا علق هذه الودعة لم تُصبه العين، أو لا يصيبه الجن.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " ولبس الحلقة ونحوها، إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله، فهو مشرك شركاً أكبر في توحيد الربوبية، لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً غيره.

وإن اعتقد أنها سبب، ولكنه ليس مؤثراً بنفسه، فهو مشرك شركاً أصغر لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسببٍ سبباً فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سبباً.

وطريق العلم بأن الشيء سبب، إما عن طريق الشرع، وذلك كالعسل فيه شفاء للناس [النحل: 69]، وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس، قال الله تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين [الإسراء: 82].

وإما عن طريق القدر، كما إذا جربنا هذا الشيء، فوجدناه نافعاً في هذا الألم أو المرض، ولكن لا بد أن يكون أثره ظاهراً مباشراً، كما لو اكتوى بالنار فبرئ بذلك مثلاً، فهذا سبب ظاهر بيّن.

وإنما قلنا هذا، لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا، وانتفعت به، وهو لم يكن مباشراً، كالحلقة، فقد يلبسها إنسان، وهو يعتقد أنها نافعة، فينتفع؛ لأن للانفعال النفسي للشيء أثراً بيناً، فقد يقرأ إنسان على مريض فلا يرتاح له، ثم يأتي آخر يعتقد أن قراءته نافعة، فيقرأ عليه الآية نفسها فيرتاح له ويشعر بخفة الألم، كذلك الذين يلبسون الحلق ويربطون الخيوط، قد يحسون بخفة الألم أو اندفاعه أو ارتفاعه بناءً على اعتقادهم نفعها.

وخفة الألم لمن اعتقد نفع تلك الحلقة: مجرد شعور نفسي، والشعور النفسي ليس طريقاً شرعياً لإثبات الأسباب، كما أن الإلهام ليس طريقاً للتشريع" انتهى من "القول المفيد شرح كتاب التوحيد" (1/ 165).

ولا عبرة بالزعم بأنه مجرب ونافع، فعامة ما يقال في مثل ذلك من الكذب، ثم لو فُرِض حصولُه، فإنه يكون شعورا نفسيا، أو من الشيطان ليفتن الناس، كما روى أحمد (3615) وأبو داود (3883) عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ [بن مسعود] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ.

قَالَتْ: قُلْتُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وينظر: جواب السؤال رقم: (125710) ففيه الجواب عن خرافة من جنس هذه الخرافة لعلاج الثآليل.

وعلى فرض أن حبة الشعير توضع على الثؤلول، فهذا لا يشرع أيضا؛ لأنه لم يثبت علاقة طبية أو علمية بين الشعير وبين إزالة الثؤلول، ومثلها البندورة والباذنجان، فما زال الأمر في حيز الخرافة.

والحاصل: أن هذه الطريقة لعلاج الثآليل غير مشروعة، وهي نوع من الخرافة، وفي أدعية القرآن والسنة، والرجوع إلى أهل الطب ما يغني عن هذه الخرافات.

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android