ما هي الأعمال التي تعين على رفع البلاء وتجلب الرزق؟

السؤال: 577803

نحن كانت حالتنا المادية جيدة جداً، وفجأة والدي ترك الشغل، واتنصب علينا، والحالة المادية صارت صعبة جداً جداً، مع إننا كنا نزكي ونتصدق، فما هي الأعمال التي ممكن ترفع عنا البلاء وتفك الكرب؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج همكم، ويرفع عنكم كربتكم.

أولاً:

قد يمنع الله بعضَ من يحبّهم من لذائذ الدنيا؛ امتحانًا لصبرهم، ورفعةً لدرجاتهم، ورحمةً بهم، إذ قد يكون في المنع عطاء، وفي الحرمان نعمة، والله أعلم بما يصلح عباده، فيبتليهم بما يُقرّبهم إليه، ويصرف عنهم ما قد يشغل قلوبهم عنه.

قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عبداً حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يظلُّ أحدكم يحمي سقيمه الماء" رواه الترمذي (2036)، وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ وَلا يُعْطِي الدِّينَ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ ...  رواه أحمد(3490)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2714).

فإذا عرف الإنسان أن هذا الرزق الذي يطلبه نوعاً وكماً وزمناً قد يضره هدأت نفسه.

قال الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ البقرة/ 216.

ثانياً:

مما يعين الإنسان على الصبر على الابتلاء: أن يتفكر في نعم الله عليه مما أعطاه الله في أعضائه كنعمة العقل والبصر والسمع ... الخ.

"جاء رجل إلى يونس بن عبيد يشكو ضيق حاله، فقال له يونس: أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مئة ألف درهم؟ قال الرجل: لا، قال: فبيديك مئة ألف؟ قال الرجل: لا، قال: فبرجليك؟ قال الرجل: لا، قال: فذَكّره بنعم الله عليه، وقال يونس: أرى عندك مئين ألوف، وأنت تشكو الحاجة". "الشكر" لابن أبي الدنيا (3/231).

ثالثاً:

مما يخفف على الإنسان شدة الابتلاءات: ما أعده الله للمبتلين من أجور عظيمة؛ قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ  الزمر/ 10، "قال الأوزاعي رحمه الله: ليس يوزن لهم ولا يكال، إنما يغرف لهم غرفاً". "تفسير ابن كثير" (7/ 89).

قال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : يُؤْتَى بِالشَّهِيدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْصَبُ لِلْحِسَابِ، وَيُؤْتَى بِالْمُتَصَدِّقِ فَيُنْصَبُ لِلْحِسَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاءِ وَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ، وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمُ الأَجْرُ صَبًّا، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْعَافِيَةِ لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْمَوْقِفِ أَنَّ أَجْسَادَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ مِنْ حُسْنِ ثَوَابِ اللَّهِ لَهُمْ  رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 182)، وحسنه الألباني في "الصحيحة" (٢٢٠٦).

رابعاً:

قد بيّن لنا الشرعُ الوسائل التي تُرفع بها البلاء، والأسباب التي يُستجلب بها الرزق.

أسباب رفع البلاء:

1-الدعاء: من أعظم أسباب رفع البلاء هو الدعاء والتضرُّع إلى الله تعالى؛ فإن الابتلاءات إذا نزلت فلا يرفعها إلا الذي أنزلها؛ قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186]، وقال الله تعالى: فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا [الأنعام: 43]، وقال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنعام: 17]، وقال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 55، 56]

روى البخاري (2893) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ قال: " كُنْتُ أَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.

وعن سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ أَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْكُمْ كَرْبٌ أَوْ بَلَاءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا دَعَا رَبَّهُ فَفَرَّجَ عَنْهُ؟ قَالَ: فَقَالُوا: بَلَى، قَالَ: " دُعَاءُ ذِي النُّونِ، قَالَ: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87] " رواه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (ص: 48)، والحاكم في "المستدرك" (1/505)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1744).

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا رواه أحمد (6/246)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (199).

وانظر: إجابة رقم: (334353).

2-الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ، قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ،  قُلْتُ النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .

رواه الترمذي (2457) وأحمد (20736) وابن أبي شيبة في "المصنف" (8706) وعبد بن حميد في "المسند" (170) والبيهقي في "الشعب" (1579). وقال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وحسنه المنذري في (الترغيب والترهيب)، وكذا حسنه الحافظ في "الفتح" (11/168)، وأشار البيهقي في "الشعب" (2/215) إلى تقويته، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1670) وغيره.

أسباب الرزق:

1-تقوى الله تعالى والاستقامة على دين الله تعالى:  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ الطلاق/ 2-3].

2-التوكل على الله تعالى: وهو الاعتماد على الله بحيث ألا ترتاب ولا تشك بأن بيد الله تعالى تفريج كربتكم، وتحسن الظن بالله بأنه على كل شيء قدير، وأنه مدبّر الكون،  يدبّر لكم أمركم، برحمته وكرمه. وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا الطلاق/ 3، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "التوكل هو الثقة بالله". زاد المسير(1/ 320)، وقال عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ رحمه الله: " أَرَى التَّوَكُّلَ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ". شعب الإيمان (2/ 456).

قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا رواه أحمد (1/332)، والترمذي (2344) ، والنسائي (11805) ، وابن ماجه (4164) ، وقال الترمذي : حسن صحيح، وصححه الألباني.

"(تغدو خماصاً) أي: ضامرة البطون من الجوع، جمع خميص أي: جائع (وتروح) أي :ترجع آخر النهار (بطاناً) أي: ممتلئة البطون" "فيض القدير" (5/311).

3-الدعاء: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ الْفَجْرِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا رواه أحمد (44/140)، وابن ماجه (925)، وصححه الألباني.

4-الصلاة: قال الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى طه/ 132. و"كان بكر بن عبد الله المزني إذا أصاب أهلَه خصاصةٌ (أي: حاجة) يقول: قوموا فصلوا. ثم يقول: بهذا أمر الله تعالى رسوله ويتلو هذِه الآية" "تفسير الثعلبي" (18/87).

قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (4/192): " الصلاة جالبة للرزق" انتهى.

5-عموم العبادة: عن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: إنَّ الله تعالى يقولُ: يا ابنَ آدَمَ، تفَرَّغْ لعبادتي أملأْ صَدْرَك غِنًى، وأسُدَّ فَقْرَك، وإلَّا تفعَلْ ملأتُ يديك شُغلًا، ولم أسُدَّ فَقْرَك رواه أحمد (8696) ، والترمذي (2466) ، وابن ماجه (4107)، وصححه الألباني.

6-الاستغفار: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا نوح/ 10-12.

7-صلة الرحم:  قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ رواه البخاري (5986)، ومسلم (2557).

8-كثرة الصدقة: فقد قال تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، وفي الحديث القدسي قال الله تبارك وتعالى: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ  رواه البخاري (5352)، ومسلم (993).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ، أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ، أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا رواه البخاري (1442)، ومسلم (1010).

وقال رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ رواه مسلم (2588) فليثق المنفق بوعد الله، ولينفق مما رزقه الله، ولو بالشيء اليسير.

9-الإكثارُ من الحجِ والعمرة والمتابعةُ بينهما: عنَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا: يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ، وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ رواه أحمد (1/ 303)، والترمذي (810)، والنسائي (2630) ، وابن ماجه (2887)، وصححه الألباني.

10-عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " أَتَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَنَانِيرَ لأدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ  رواه أحمد (2/ 438)، والترمذي (3563)، وحسنه الألباني.

11-شكر الله عز وجل : كلما شكرتم الله زادكم الله من فضله، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ  إبراهيم/7.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/ 479): "وقوله: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ) أي: آذنكم وأعلمكم بوعده لكم. ويحتمل أن يكون المعنى: وإذ أقسم ربكم وآلى بعزته وجلاله وكبريائه" انتهى.

12-السعي في تحصيل الرزق بالأسباب المقدرة له من زراعة أو تجارة أو صناعة أو وظيفة أو غير ذلك، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ  الملك/ 15.

وأخيراً :

فإن الله تعالى لو فتح رحمته عليكم لا يمكن لأحد أن يمنعها (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) [فاطر/ 2]. وهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام: وجد رحمة الله في النار حينما قال "حسبي الله ونعم الوكيل"، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً عليه.

ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ الأنبياء/ 87، 88.

ووجدها موسى عليه السلام في اليم، حيث لا حارس ولا حافظ إلا الله تعالى.

ووجدها في قصر فرعون، وهو يبحث عنه ويريد قتله، ولكن أنزل الله رحمته على موسى عليه السلام، فكان فرعون يربيه ويطعمه ثلاثين سنة. وقيل غير ذلك "زاد المسير في علم التفسير" (3/ 336).

ووجدها أهل الكهف حينما قال بعضهم لبعض: فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا الكهف: 16] فناموا 309 سنوات.

ووجد رحمةَ الله رسولُنا، محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وهو في الغار؛ حينما قال له الصديق رضي الله عنه: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما رواه البخاري (3653)، ومسلم (2381).

فلا يأس ولا قنوط مع سعة رحمة الله تعالى؛ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ [يوسف: 87].

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android