ما حكم تسمية البنت (غَمْرة)؟

السؤال: 572140

ما حكم تسمية البنت باسم غَمره ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً:

من معالم الإحسان إلى الأولاد أن يُحسن الوالدان تسميتهم، ويختاروا لهم من الأسماء ما فيه دلالة على المعاني الحسنة والجميلة والمبشرة.

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه غير الأسماء القبيحة إلى أسماء جميلة، وغير التي توحي بالتشاؤم إلى أسماء توحي بالفأل الحسن.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما : (أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ ‌عَاصِيَةَ، وَقَالَ: أَنْتِ ‌جَمِيلَةُ) رواه مسلم (2139).

وعن ابن المسيب، عن أبيه:( أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (مَا اسْمُكَ). ‌قَالَ: ‌حَزْنٌ، قَالَ: (أَنْتَ سَهْلٌ). قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سمانيه أبي، قال ابن المسيَّب: فما زالت الحزونة فينا بعد) رواه البخاري (5836).

ثانياً:

معنى (غَمْرة) في العربية مأخوذ من الغَمر، وهو الماء الكثير الذي يَغْمُر مَنْ دَخَلَهُ ويُغطِّيه، وَبِه سُمِّي مُعظم الْبَحْر غَمْراً.

ويستخدم في الخير والشر إذا كان عظيما، فيطلق على الرجل الْجواد، إِذا كَانَ وَاسع الْعَطاء، كثير الْخَيْر، كما يطلق في وصف الشدائد الكبيرة.

انظر: "لسان العرب" (5/ 29) و "جمهرة اللغة" (2/ 781).

وجاء في "الصحاح" (2/ 772):

"الغَمْرُ: الماء الكثير. وقد غَمَرَه الماء يَغْمُرُهُ، أي: علاه. ومنه قيل للرجل: غَمَرَهُ القومُ، إذا عَلَوْهُ شرفاً.

والغَمْرُ: الفرس الجواد. ورجلٌ غَمْرُ الخلق، وغمرُ الرداء، إذا كان سخيًّا بيِّن الغُمورَةِ، من قوم غِمارٍ وغُمور".

ثالثاً:

ومما سبق بيانه في معنى الغَمر في اللغة العربية، فإن التسمية بـ (غَمْرة) يحمل على المعنى الحسن (الْجواد إِذا كَانَ وَاسع الْعَطاء كثير الْخَيْر) .

فإذا كان الناس يسمون به ملتفتين إلى المعنى الحسن (وهو الظاهر من حال الناس؛ بل والمتعين) فلا بأس من التسمية به، ولا يظهر فيه محذور شرعي، وما فيه من احتمال معنى ليس بحسن فهو غائب عن الأذهان.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " لا يلزمه تغيير اسمه إلا إن كان معبَّداً لغير الله ، ولكن تحسينه مشروع ، فكونه يحسِّن اسمه من أسماء أعجمية إلى أسماء إسلامية : هذا طيب ، أما الواجب : فلا " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز" (18/55).

على أننا وإن كان لا يظهر لنا ما يمنع من هذا الاسم، خاصة إذا كان قد سمي بها من قبل، فلا يلزم تغييرها إلى اسم آخر؛ فإننا نحبذ اختيار اسم حسن، معلوم المعنى، خارج عن حد الإغراب، أو احتمال معنى باطل، لعله صاحبه أن يتأذى به، أو يعاب به في مستقبل أيامه.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (202690)، ورقم: (426165).

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android