حفظ
  • قائمة جديدة
المزيد
    حفظ
    • قائمة جديدة
13026/ذو القعدة/1446 الموافق 24/مايو/2025

هل الدعاء بعدد لا نهائي من الحور العين مباح؟

السؤال: 567771

أريد أن أعرف هل الدعاء بعدد لا نهائي من الحور العين مباح؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً:

لا ينبغي الدعاء بهذا الدعاء (أن يرزقك الله بعدد لا نهائي من الحور) فإن الله تعالى جعل الجنة دار نعيم وهو أعلم بما ينعم به عباده فيها، ولتكن على هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد علّم عائشة أن تسأل الله الجنة بهذا الدعاء عَائِشَة (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَل، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَل،ٍ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا) ما رواه ابن ماجه (3846)، وصححه الألباني.

وإذا دخل العبد الجنة، ابتدره من النعيم ما لا يخطر له على بال كما جاء النصوص.

وقد سبق بيان ما أعده الله من نعيم الحور العين لعباده في الجنة فيرجع إليه: (265455).

وأما سؤال عدد الحور، وطبيعة القصور، ونحو ذلك: فقد كان يراه بعض الصحابة والسلف رضي الله عنهم نوعا من الاعتداء، مثل سؤال الله الجنة وماءها وقصورها وحورها وثمرها وماءها...الخ.

فعن عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول : ( اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ، فقال : أي بنيّ سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار ، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء ) رواه أبو داود (96) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وعَنْ ابْنٍ لِسَعْد بن أبي وقاص ، أَنَّهُ قَالَ : ( سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَبَهْجَتَهَا وَكَذَا وَكَذَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَسَلَاسِلِهَا وَأَغْلَالِهَا وَكَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ ) ؛ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ؛ إِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ الْجَنَّةَ أُعْطِيتَهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الْخَيْرِ ، وَإِنْ أُعِذْتَ مِنْ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الشَّرِّ !! ) رواه أحمد (1486)، وأبو داود (1480)، وصححه الألباني.

والتفصيل في سؤال عدد الحور يدخل في هذا.

جاء في كتاب "الاعتداء في الدعاء صور وضوابط" (ص62):

"الاعتداء في ألفاظ الدُّعاء، وضابطُه: أن يكون التَّعَدِّي في تراكيب الكلمات وفي غرابتها، أو التَّفصيل، أو التَّشقيق في العبارات والزِّيادة في الكلمات على نحو لم يكن معروفاً عند السَّلَف...، ومنه:

·         التَّفصيل عند الدُّعاء بأحوال البرزخ في يوم القيامة أو بأحوال الموت وسكراته؛ ومن صوره: (اللهمَّ ارحمنا إذا بردت القدمان وشخصت العينان ويبس منَّا اللِّسان). وكقول بعضهم في دعائه: (اللهمَّ ارحمنا إذا يئس منَّا الطَّبيبُ وبَكَى علينا الحبيبُ …) إلخ.

·         التَّفصيل عند الدُّعاء بالجنَّة؛ فمن صُوَره: (اللهمَّ إنَّا نسألك الجنَّةَ في سدر مخضود وطلح منضود وظلٍّ ممدود … إلخ. مع أنَّه كان يكفيه أن يَلتزم بجوامع الكلم ويَدَع ما سوى ذلك؛ فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستحبُّ الجوامعَ من الكلم في الدُّعاء ويَدَع ما سوى ذلك.

وقد خرَّج أبو داود عن أبي نعامة عن ابن سعد بن أبي وقَّاص أنَّه قال: سمع أبي وأنا أقول: (اللهمَّ إنِّي أسألك الجنَّةَ ونعيمَها وبهجتَها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النَّار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا. فقال: يا بنيَّ إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سيكون قومٌ يعتدون في الدُّعاء؛ فإيَّاك أن تكون منهم؛ إن أعطيت الجنَّة أعطيتَها وما فيها، وإن أعذتَ من النَّار أعذتَ منها وما فيها من الشَّرِّ" انتهى.

ثانياً:

مما ينبغي استحضاره دائما وأبد أنّ خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على هذا المعنى ويعيده في افتتاح خطبه بقوله (فإن خير الحديث كتاب الله. ‌وخير ‌الهدى ‌هدى ‌محمد...الحديث) رواه مسلم (867).

وهذا يشمل كافة الهدي القولي والعملي.

وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء أنه يحب جوامع الدعاء ويدعو بها.

فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (كان يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنْ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ) رواه أحمد (27649)، وأبو داود (1482)، وصححه الألباني.

والمراد بجوامع الدعاء : " الْجَامِعَة لِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ، وَهِيَ مَا كَانَ لَفْظه قَلِيلًا وَمَعْنَاهُ كَثِيرًا ، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وَقِنَا عَذَاب النَّار ) ، وَمِثْل الدُّعَاء بِالْعَافِيَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة."المفاتيح في شرح المصابيح" (3/ 129).

وَقَالَ عَلِيّ الْقَارِيّ : وَهِيَ الَّتِي تَجْمَعُ الْأَغْرَاض الصَّالِحَة ، أَوْ تَجْمَعُ الثَّنَاء عَلَى اللَّه تَعَالَى وَآدَاب الْمَسْأَلَة " انتهى من "عون المعبود" (4/249).

وعن عائشة، أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يكلمه وعائشة تصلي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك بالجوامع الكوامل)، فلما انصرفت عائشة سألته عن ذلك؟ فقال لها: " قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه، وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه، وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأستعيذك مما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا " . رواه أحمد (25138)، والحاكم في "المستدرك" (1978) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

خيارات تنسيق النص

خط النص

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android