تبين لها أن زوجها لا يؤمن بالملائكة واليوم الآخر، فماذا تفعل؟

السؤال: 566472

أنا تزوجت مسلما، لكن بعد فترة تبين لي إنه لا يؤمن بأشياء في الدين، ويشك إنه تم تحريفه، مثل الكتب والأحاديث النبوية، هو يؤمن بالله وحده لا شريك له، ويؤمن بالرسل، والقضاء والقدر، لكن ليس متيقنا من الملائكة واليوم الآخر، فماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولًا:

الإيمان بالملائكة واليقين بوجودهم وبما أخبر الله ورسوله من أسمائهم أخبارهم وأحوالهم، وكذلك الإيمان باليوم الآخر، والبعث بعد الموت، وبالحساب والجزاء؛ كل ذلك: من أركان الإيمان، لا يصحُّ إيمان بالله وكتابه إلا بذلك، وقد قال الله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله جبريل عن الإيمان: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر) رواه البخاري (4777)، ومسلم (9).

وقد كثر ذكر الملائكة، واليوم الآخر، يوم القيامة والجزاء والحساب، في القرآن والسنة الصحيحة المتواترة، وتواترَ ذكرُ كلِّ ذلك، حتى صارت كل واحدة من هذه الأمور: من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة.

ولا يسع أحدًا أن يؤمن بالقرآن من غير إيمان بالملائكة، ولا أن يؤمن بالقرآن والملائكة، من غير أن يؤمن باليوم الآخر، إيمانا جازمًا لا شك فيه ولا تردد.

وأما الإيمان بالله تعالى وبالرسل وبالقدر خيره وشره، فلا ينفع مع الكفر بشيء من هذه الأركان، أو الشك فيه، ولا مع الشك في تحريف الدين، كما أوضحنا في جواب السؤال: (198330).

ثانيًا:

إذا ارتد الزوج عن الإسلام، أو تبيَّن أنه لم يكن مسلمًا، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تبقى معه، ويجب التفريق بينهما، لعموم قول الله تعالى: لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ.

وقد بينا في جواب السؤال: (134339) الأحكام المتعلقة بردَّة الزوج، وأنه إن كان بعد الدخول – كما هو ظاهر سؤالك – فقد اختلف الفقهاء، هل يفرق بينهما في الحال، أم تبدأ المرأة في العدة من وقت ردة الزوج، فإن عاد الزوج إلى الإسلام قبل انقضاء العدة، عاد الزواج واستمر، وإلا فإنه يحصل التفريق بينهما عند انقضاء العدة.

وننصح لك أن تستعيني بالله تعالى، وتخبري أولياءك، ولتستعينوا بأهل العلم والدين من أهل السنة في بلادكم، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك فرجًا ومخرجًا.

ولا شكَّ أن هذا من الابتلاء الذي يمتحن الله تعالى به عباده المؤمنين، وأنه يتطلب صبرًا واستعانة بالله وتوكلا عليه، واحتسابًا لأجر الصبر على البلاء، وقد قال الله تبارك وتعالى: ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.

وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا.

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android