0 / 0
29603/ذو الحجة/1446 الموافق 30/مايو/2025

هل معرفة الانسان لحظة الاحتضار مكان موته يتعارض مع قوله تعالى (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ‌بِأَيِّ ‌أَرْضٍ تَمُوتُ)؟

السؤال: 562194

كنت أقرأ القرآن، وتوقفت عند الآية: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ‌بِأَيِّ ‌أَرْضٍ تَمُوتُ)، ووسوس لي الشيطان أن الإنسان أثناء قبض روحه إذا كان في وسط أهله يري ملائكة، ولكن أهله لا يرونهم، فمعني ذلك أنه عرف أثناء قبض روحه مكان وفاته، سواء كان في المنزل، أو أي مكان، أم أنه أثناء نزول الملائكة يكون في العالم الآخر، ولا يدري مكانه ؟ وهل يتم تلقين الشهادة في سكرات الموت قبل قبض الروح يكون المحتضر مازال واعيا؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً:

لا تعارض بين ما جاء في الآية الكريمة (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ‌بِأَيِّ ‌أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان/ 34، وبين كون الإنسان لحظة الموت يدرك محل موته قبل مفارقة الروح.

فالآية إنما جعلت العلم بمكان موت الإنسان خاصًّا بالله عز وجل، حين كونه من الغيب، أما إذا حصل، فلم يبق من الغيب.

كما أنّ ما في الأرحام، إذا نزل: علمه الإنسان. والرزق إذا حصل علم كسبه.

فاختصاص الله عز وجل بعلم بأي أرض يموت المرء حين كون الموت لم يحصل، أما إذا حصل فليس من الغيب بالنسبة للذي يموت.

وذلك أن مقدمات الموت وسكراته تعتبر من الموت، ولهذا لا تقبل توبته عند الغررة.

ثم من أدرانا ما يكون من وعيه بمكان موته، وزمانه، وانتباهه لذلك، وشأنه مع الآية الكريمة؛ فقد نزل به أشد مما نزل بالسائل من سؤاله واستشكاله، وصار في شغل عن الشبهات.

وقديما ما قالوا: هان على الأملس، ما لاقى الدبِر!!

وقال الأول:

وَلَمَّا رَأَتْنِي فِي السِّيَاقِ تَعَطَّفَتْ … عَلَيَّ وَعِنْدِي مِنْ تَعَطُّفِهَا شغْلُ

أَتَتْ وَحِيَاضُ المَوْتِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا … ‌وَجَادَتْ ‌بِوَصْلٍ حِيْنَ لَا يَنْفَعُ الوَصْلُ

والحاصل: أنه لا مدخل للحال المذكورة، حال سكرة الموت، فيما ذكرته الآية الكريمة، من عدم علم النفوس بمكان موتها.

ثانياً:

أما بالنسبة لتلقين الميت: فإنه يكون عند الاحتضار، ليكون آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ؛ فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ) رواه ابن حبان، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5150).

وأما التلقين بعد الموت فلا يشرع، لأن النبي بين فائدة التلقين، ليكون آخر كلامه في الدنيا لا إله إلا الله.

وللمزيد انظر فتوى: (36826).

والله أعلم.
 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
هل معرفة الانسان لحظة الاحتضار مكان موته يتعارض مع قوله تعالى (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ‌بِأَيِّ ‌أَرْضٍ تَمُوتُ)؟ - الإسلام سؤال وجواب