صرح جماعة من أهل العلم بأن حافظ القرآن، المداوم على قراءته: لا يصيبه الخرف؛ اعتمادا على بعض الآثار الواردة في ذلك، والنظر في أحوال الناس.
وقد روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من قرأ القرآن لم يُرَدَّ إلى أرذل العمر، وذلك قوله: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، قال: إلا الذين قرأوا القرآن.
وصححه الحاكم، والألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1435).
وقد فسر السدي رحمه الله أرذل العمر بالخرف، كما نقله السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 146).
وقال السيوطي رحمه الله: " وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر، ثم قرأ لكي لا يعلم بعد علم شيئا
وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال: إن العالم لا يخرف.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن عمير قال: كان يقال: إن أبقى الناس عقولا قراء القرآن" انتهى من "الدر المنثور" (5/ 146).
وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله: " وقد تواتر عند العامة والخاصة: أن حافظ كتاب الله المداوم على تلاوته، لا يصاب بالخرف ولا الهذيان.
وقد شاهدنا شيخ القراء بالمدينة المنورة الشيخ حسن الشاعر، لا زال على قيد الحياة عند كتابة هذه الأسطر تجاوز المائة بكثير، وهو لا يزال يُقرئ تلاميذه القرآن، ويعلمهم القراءات العشر، وقد يسمع لأكثر من شخص، يقرءون في أكثر من موضع، وهو يضبط على الجميع" انتهى من "أضواء البيان" (9/ 8).
فيرجى لحافظ القرآن، المداوم على تلاوته: أن يُصان عن الخرف.
جعلنا الله من أهل القرآن العاملين به.
والله أعلم.