من غض بصره عن المحرمات، أكرمه الله بالجنة، ورزقه فيها من الزوجات والحور العين، ما لا مقارنة بينه وبين نساء الدنيا.
ما عاقبة غض البصر عن المرأة الجميلة؟
السؤال: 532023
هل إذا غض بصره عن امرأة جميلة يرزقه الله تعالى أجمل منها في الجنة؟
ملخص الجواب
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولا:
أمر الله تعالى عباده بغض البصر فقال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور/30
وروى مسلم (2159) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي.
وروى أبو داود (2151)، والترمذي (2777) عَنِ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِىٍّ - رضي الله عنه-: (يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود".
والنظر إلى المحرمات من خطوات الشيطان، ويثمر في القلب خواطرَ سيئةً رديئةً، ثم تتطور تلك الخواطر إلى فكرة، ثم إلى شهوة، ثم إلى إرادة، فعزيمة؛ ففعل للحرام!! ولهذا ربطت الآية الكريمة بين أول خطوات الحرام وآخرها، فغض البصر فيه حفظ للفرج، وعكسه بعكسه.
قال ابن مفلح رحمه الله: "وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه، على غير ما هو عليه، وربما وقع من ذلك العشق، فيهلك البدن والدين، فمن ابتلي بشيء منه فليتفكر في عيوب النساء.
قال ابن مسعود: إذا أعجبت أحدكم امرأة فليذكر مَنَاتِنَها، وما عيب نساء الدنيا بأعجب من قوله عز وجل: ولهم فيها أزواج مطهرة [البقرة: 25] " انتهى من "الفروع" (8/ 181).
ثانيا:
من غض بصره، وحفظ فرجه؛ أكرمه الله تعالى بالجنة، فرأى فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا على خطر على قلب البشر.
قال صلى الله عليه وسلم: (اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ، أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) رواه أحمد (22757) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع".
ولا مقارنة بين من غضضتَ بصرك عنها في الدنيا، وبين زوجةٍ أو حورية في الجنة، فهي خير منها وأجمل، وأعلى وأفضل.
وفي الحديث: (وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، اطَّلَعَتْ إِلَى الأَرْضِ؛ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا. وَلَنَصِيفُهَا - يَعْنِي الخِمَارَ - خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) رواه البخاري (6568).
وروى البخاري (3006) ومسلم (5063) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ؛ قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا).
فمن غض بصره، وأكرمه الله بالجنة، رأى فيها من النساء ما لا يقارن به شيء من نساء الدنيا.
وقد جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه: "مَن غضَّ بصره عن النظر الحرام، زُوِّج من الحور العين حيث أحب" ، ذكره المحاسبي في "رسالة المُسترشدين"، ص119.
ومن فوائد غض البصر: حصول نور القلب والبصيرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، فيطلق نور بصيرته، ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف، ونحو ذلك مما يُنال ببصيرة القلب" انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/ 426).
فعلى العبد أن يغض بصره، امتثالا لأمر الله، وليعلم أن عاقبة ذلك: الخيرُ في الدنيا والآخرة.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (33651)، ورقم: (20229).
والله أعلم.
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟