ما حكم تلاوة القرآن عاريًا؟

السؤال: 521589

ما حكم قراءة القرآن الكريم ....عاريا؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولا:

لم نقف على نص يوجب ستر العورة عند قراءة القرآن، وإنما هذا من الآداب والكمال وتعظيم شأن القرآن.

قال الحكيم الترمذي رحمه الله:

"من حرمة القرآن أن لا تمسه إلا طاهرا، وأن تقرأه وأنت على طهارة، وأن تستاك، وأن تتخلل وتطيب، فإن هذا [أي: الفم] طريقه. وأن تستوي قاعدا إن كنت في غير صلاة، ولا تكون متكئا. ‌وأن ‌تتلبس ‌له ‌كما ‌تتلبس ‌للدخول ‌على ‌الأمير، لأنك مناج، وأن تستقبل القبلة بقراءته.

كان أبو العالية إذا قرأ اعتم ولبس وارتدى واستقبل القبلة" انتهى من نوادر الأصول في أحاديث الرسول (3/ 253).

وقد ترجم الإمام البيهقي رحمه الله، في "شعب الإيمان" (3/452): «‌‌فصل "في لبس الحسن من الثياب والتطيب لقراءة القرآن".

قال: " روي عن تميم الداري أنه كان إذا قام بالليل ‌اغتلف ‌بالغالية.

وقال مجاهد: كانوا يكرهون أكل الثُّوم والبصل والكراث للقيام في الليل، ويستحبون أن يمس الرجل عند قيامه في الليل طيبًا.

 ... عن موسى بن خلف، قال سمعت قتادة يقول: "ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن"». انتهى.

وقال الدكتور فهد الرومي، حفظه الله:

"لا ريب أن لتلاوة هذا الكتاب آدابا ينبغي العمل بها ففي ذلك أيضا زيادة لثواب التلاوة.

وآداب التلاوة كثيرة لعل أهمها:

1- الطهارة وتشمل طهارة البدن، وطهارة المكان، وطهارة اللباس، وطهارة الفم وفوق هذا كله طهارة القلب ونقاؤه من الشرك والشك والرياء.

أما طهارة البدن: فقد اتفق العلماء رحمهم الله تعالى على أن الجنب لا يجوز له مس المصحف أو القراءة للقرآن حتى يغتسل.

أما الطهارة من الحدث الأصغر فقد اشترطها بعض العلماء لقوله تعالى: لا يَمَسُّهُ إِلَاّ الْمُطَهَّرُونَ. ولم يشترطها آخرون.

ومما لا شك فيه أن الأفضل والأولى هو الطهارة من الحدث الأصغر أيضًا.

وأما طهارة المكان: فلا يجوز أن يقرأ القرآن في الأماكن النجسة، سواء كانت نجاسة حسية، كالحمامات ونحوها، أو نجاسة معنوية، كالملاهي وحانات الخمور والفسق والفجور.

وطهارة اللباس والتطيب عند التلاوة: من الآداب المحمودة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام بالليل يتهجد اغتلف بالغالية [أي تطيب بها]، وهي أخلاط من الطيب كالمسك والعنبر. وكان ابن مسعود رضي الله عنه تعجبه الثياب الحسنة النظيفة والريح الطيب إذا قام إلى الصلاة. وكان رضي الله عنه إذا قرأ اعتم ولبس ثيابه وارتدى واستقبل القبلة.

حتى طهارة الفم حرص الإسلام عليها عند تلاوة القرآن روى علي رضي الله عنه حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه: "فطهروا أفواهكم للقرآن" 3، وعنه رضي الله عنه قال: "إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك"4، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في الليل يشوص فاه بالسواك5.

2- ومن آداب التلاوة أن يستوي قاعدا في غير صلاة تأدبا مع القرآن.

3- ومنها أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند ابتداء القرآن لقوله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 6.

4- ومنها أن يقرأ البسملة بعد الاستعاذة بأن يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم" وقد أجمع العلماء على مشروعية البسملة عند تلاوة كل سورة من سورة القرآن الكريم سوى براءة.

5- يستحب إذا تثاءب أن يمسك عن القراءة لأنه مخاطب ربه ومناج له.

6- وإذا شرع في القراءة فينبغي أن لا يشتغل عنها ولا يقطعها ولا يخللها بكلام الآدميين إلا لضرورة.

7- أن يقرأ على تؤدة وأن يرتل القرآن ترتيلا ولا يهذه هذًّا.

8- أن يقف عند آية الوعد فيسأل الله من فضله، وعند آية الوعيد فيستجير بالله من عقابه.

9- أن يرفع المصحف بيده أو على شيء مرتفع أمامه ولا يضعه على الأرض لما في ذلك من الامتهان.

10- أن يقرأ بتدبر وتمعن وفهم لما يتلوه ولا يكون كل همه كم قرأ؟! فقد قال أبو جمرة: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، إني أقرأ القرآن في ثلاث. قال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول1. وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا: لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله2.

11- ومن آداب استماع القرآن الإنصات والإصغاء للتلاوة وترك الكلام والضحك.

12- ومنها أن لا يعبث ولا يكثر من الحركة لغير حاجة.

13- ومنها الخشوع عند سماع القرآن واستحضار القلب والتفكر والتدبر فيما يسمع من الآيات". انتهى، من "دراسات في علوم القرآن" (54-56).

ثانيا:

مع ما قدمنا من استحباب تحسين الهيئة، وتكميلها بما يعتاد الرجل من الزينة، عند قراءة القرآن: فإن المرء متى احتاج إلى القراءة، ولو مكشوف العورة، قرأ. لا سيما إذا كان يطول انكشافه لعذر؛ فإنه لا يكره له ذلك، لمكان الحاجة.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

"أما قراءة ‌القرآن فإنه لا يشترط لها ‌ستر ‌الرأس (يعني للمرأة) وذلك لأنه لا يشترط ستر العورة لقراءة ‌القرآن" انتهى من فتاوى نور على الدرب للعثيمين (8/ 2 بترقيم الشاملة).

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android