102

كيف يكون ترتيب رفع الأعضاء من السجود ؟

السؤال: 442927

كيف يرفع المصلي من السجود؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالرفع من السجود ، ولم تبين هيئة محددة لهذا الرفع ، مما يدل على أن الأمر في هذا واسع .

ففي حديث المسيء في صلاته: ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا رواه البخاري (757) ومسلم (911) .

والغالب أن المصلي سيرفع رأسه أولًا ، إذ لا يمكنه أن يرفع يديه ولا ركبتيه ، وجبهته على الأرض ، ولذلك لم يذكر العلماء خلافا في ذلك ، وإنما اختلفوا : هل يرفع يديه قبل ركبتيه ، ويقوم معتمدا على صدور قدميه ؟ أو يجلس للاستراحة ثم يقوم معتمدا على يديه ؟

فذهب بعضهم (وهو مذهب الحنفية والحنابلة) إلى أنه يسن له أن يرفع يديه قبل ركبتيه ، ويقوم معتمدا على صدور قدميه .

ينظر : "البناية" للعيني (2/250) ، "المبدع" لابن مفلح (1/406) .

وذهب آخرون (وهو مذهب المالكية والشافعية) إلى أنه يستحب أن يقوم معتمدا على يديه .

ينظر : "الذخيرة" للقرافي (2/196) ، "المجموع" للنووي (3/445) .

قال ابنُ القيِّم رحمه الله، في ترجيح الصفة الأولى : "وكان صلى الله عليه وسلم أول ما يقع منه على الأرض: الأقرب منها فالأقرب، وأول ما يرتفع عن الأرض منها: الأعلى فالأعلى.

وكان يضع ركبتيه أولًا، ثم يديه، ثم جبهته، وإذا رفع، رفع رأسه أولًا، ثم يديه، ثم ركبتيه" انتهى ، "زاد المعاد" (1/224).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : "هذا هو الصَّوابُ: أن يسجُدَ على ركبتيه أولًا، ثم يضع يديه على الأرض، ثم يضع جَبْهَته وأنفه على الأرض، هذا هو المشروعُ، فإذا رفع، رَفَعَ جبْهَتَه أولًا، ثم يديه، ثم ركبتيه، هذا هو المشروع الذي جاءت به السنَّة عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو الجامِعُ بين الحديثين" انتهى ، "مجموع فتاوى ابن باز" (11/62).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "وأما كونه مقتضى النظر: فلأن الوضعَ الطبيعيَّ للبدن أن ينزلَ شيئاً فشيئاً، كما أنه يقومُ مِن الأرض شيئاً فشيئاً، فإذا كان ينزلُ شيئاً فشيئاً، فالأسفلُ منه ينزل قبل الأعلى، وإذا قامَ شيئاً فشيئاً، فالأعلى يكون قبل الأسفل" انتهى، من "الشرح الممتع" (3/111) .

وبكل حال؛ فهذا الاختلاف إنما هو في الأفضل والأكمل، وهذا يؤخذ من كلامهم : "ويستحب" و "يسن".

ولم يذكر العلماء – فيما نعلم – التفصيل في رفع الجبهة أو الأنف ، أيهما يكون أولا ؟ وذلك لأنهما في السجود كالعضو الواحد ، ولأن الفارق الزمني بين رفعهما سيكون يسيرا جدا لا يكاد يذكر .

والحاصل : أن السنة للمصلي أن يبدأ برفع جبهته وأنفه ، ثم يديه ، ثم يقوم إلى الركعة التالية معتمدا على صدور قدميه ، فإن خالف في ذلك ورفع عضوا قبل الآخر فصلاته صحيحة ، وغايته: أن يكون قد فعل ما هو خلاف الأفضل.

والله أعلم

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android