كتاب "أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء" لمؤلفه وهبي سليمان غاوجي.
تناول فيه المؤلف سيرة الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى وشيئا من مناقبه، وشيئا من أصول فقهه واجتهاده، ومساهمته في علم الحديث، كما تناول شيئا من مسائل العقيدة.
ووهبي سليمان غاوجي هو ماتريدي العقيدة، يرى أن أهل السنة والجماعة إنما يمثلها الماتريدية والأشاعرة. ولأجل ذلك، فقد تناول مسائل العقيدة في هذا الكتاب، منطلقا من عقيدته هذه، ويستأنس لأقواله بالنقل عن المنتسبين إلى الماتريدية والأشعرية ومصنفاتهم.
والكتب التي تحتوي على البدع والشبهات، أو تقرير المذاهب الأخرى المخالفة لمذهب السلف، ينبغي التعامل معها بحذر، وانتباه لمناهجها، وأصول تقريراتها، وهذا إنما يكون لطالب العلم غير المبتدئ.
ولو استغنى عنها بالمصنفات الخالية من ذلك، لكان أحسن.
قال البغوي رحمه الله تعالى:
" قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق هذه الأمة، وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته، وسنة أصحابه رضي الله عنهم، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع، معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن: أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا ... وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة، ومهاجرتهم " انتهى من "شرح السنة" (1/ 224 – 227).
وقال ابن مفلح رحمه الله تعالى:
" وذكر الشيخ موفق الدين رحمه الله في المنع من النظر في كتب المبتدعة، قال: كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم " انتهى. "الآداب الشرعية" (1/251).
ثم الكتاب ليس من الكتب التي يُضطر إليها طالب العلم، لا سيما إذا كان مبتدئا، لا يمكنه التمييز بين صوابه وخطئه. وإنما هو من نوع الكتب المؤلفة في الثقافة العامة، وليس من الكتب التي يحتاج إليها طالب العلم في تأصيل علمه.
وراجع للأهمية جواب السؤال رقم: (372687).
والله أعلم.
