220

ماذا تفعل من تعاني من ظلم أهلها؟

السؤال: 371173

اسكن مع والدي الان في امريكا وامي منفصله عنه من زمان ، اعاني من حرمان شديد فهو شخص اناني، ممنوع اطلع ممنوع ادرس واذا اجا عريس اقول يمكن تنفرج يرفضه

دايما جالسه في غرفتي حتى باب البيت ممنوع اطلع احس مخنوقه اضافة الى حرماني من مصروف ملابسي صرت استحي منها سوا البيت او تبع الخارج كل ما البسله ما يرضي وكل كلامه تجريح صرت ما اطلب ولا اناقشه بشي وما اقدر ارجع بلادي لان علاقتي بااهله غير طيبه وقد عملو معي اضعاف مايعمله هو فما الحل واين المخرج ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولا:

ليس من شك في قسوة أن يكون مصدر الأمان هو من يذيقك الظلم، وأن يكون من تأملين به العون هو من يحرمك، وما أصعب أن يكون هو الخوف في الوقت الذي ينبغي فيه أن يكون هو الأمان، وأن يكون هو الفقر في الوقت الذي ينبغي فيه أن يكون هو المُعيل.

ما تمّرين به مؤلمٌ شديدة القسوة؛ فالأمر عندك لم يقف عند قسوة الأب وتسلطه وعدم رعايته لواجبه بالمعروف، بل اجتمع معه الاغتراب عن الأهل والأصحاب والوطن، مع احتياجك الطبيعي للسكن إلى زوج صالح، دعائي لك أن يفرج الله كربك ويزيح همك وأن يكتب لك أمر رشد، وأن يهدي الله والدك ويشرح صدره للحق والخير.

لكننا هنا نسألك: إن جاءك أسير يخبرك أنّه مأسورٌ ظلمًا، وأنّه حاول مرارًا أن يخرج من حبسه فلم يستطع فكيف ستواسينه؟
فإن أخبرك أنّه في سجنه يلاقي معاملة سيئة فكيف ستنصحينه؟
فإن أخبرك أنّه يريد الانتحار؟
ألن تخبريه أنّ للصبر أجرا، وأنّ للضيق فرجا، وأنّ الدنيا مهما طالت: قصيرة ستمضي، وأنّ الآخرة جنّة أبدًا أو نارٌ أبدا؟
إن لم يكن لك حيلة في أمرك، فصبرك على الشدّة يرفع منزلتك عند الله ويجعلك في الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب.

وما دام أنه لا مخرج عمليا من مشكلتك، يمكننا أن نقدمه الآن لك؛ فليكن عملك هو الصبر على البلاء والاستعانة بالله ووصل الحبل به تعلقًا وطاعة وفزعًا ودعاء؛ فإن الله يصب على الصابرين ضياء ينير أرواحهم.

وقد روى مسلم في صحيحه (223) عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا".

قال الشيخ ابن عثيمين: "في هذا الحديث أن الصبر ضياء؛ يعني أنه يضيء للإنسان، عندما تحتلك الظلمات وتشتد الكربات، فإذا صبر؛ فإن هذا الصبر يكون له ضياء يهديه إلى الحق.

ولهذا ذكر الله عز وجل أنه من جملة الأشياء التي يستعان بها، فهو ضياء للإنسان في قلبه، وضياء له في طريقه ومنهاجه وعمله؛ لأنه كلما سار إلى الله عز وجل على طريق الصبر؛ فإن الله تعالى يزيده هدى وضياء في قلبه ويبصره" انتهى، من "شرح رياض الصالحين" (1/186).

اعلمي أنّ الله لا يرضى لعباده الظلم، وأنّه أمر والدك بالإحسان إليك والإنفاق عليك، ولكن إن ترك والدك ما أمره الله به، فلنحرص على أن نُري الله من أنفسنا خيرًا؛ بأن نعظّم أمره لأننا عرفنا كيف ستفسد الدنيا إن تركه الناس.
ولنحرص على أن نُري الله من أنفسنا خيرًا بأن نصبر على القضاء، ولنؤدِّ الذي علينا، ونسأل الله من فضله أن يرزقنا الذي لنا.

والصبر مرّ شديد في أوله، لكنّ عاقبته خير وضياء ورحمة، ويهوّنه أنّه مهما ظال فإنه سينتهي، ومهما يكن حال الدنيا فإن وراءها دار آخرة.
ألا ترين معنا: أنّه علينا أن نوجّه نظرنا إلى هناك؟

فاستعيني بالله ربك وتمسكي بحبله، واسلكي طرق المساعدة المختلفة والمتنوعة فإن الله خلقنا في جماعات وربط بيننا بأواصر الإخوة والرحم؛ كي لا نواجه هذه الأزمات وحدنا.

وانظر جوابي الأسئلة (122178)، و(194580).

ثانيا:

إذا أمكن أن تتواصلي مع بعض المراكز الإسلامية القريبة من مكان إقامتك، وتشرحي لهم قصتك، فافعلي، فلعل الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا، ولعل عندهم من يحتاج إلى زوجة صالحة تحب دينها، وتتمسك به مثلك، ولا يعنيه الأمور المادية كثيرا.

وساعتها، إن رفض والدك مرة أخرى، ومنع زواجك، من غير سبب مفهوم مقبول، فبإمكانك أن ترفعي أمرك إلى مدير المركز الإسلامي ليزوجك، إذا تحقق عنده عضل أبيك لك عن النكاح بكفء لك.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (171588)

والله أعلم

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android