الخميس 16 شوّال 1445 - 25 ابريل 2024
العربية

حكم قول: فلان صنع يومي أو صباحي

354526

تاريخ النشر : 17-03-2022

المشاهدات : 30008

السؤال

ما هو حكم قول فلان صنع يومي أو صنع صباحي؛ للتعبير عن الشعور بالبهجة والسعادة فقط، وليس بقصد الشرك، ونسب خلق الله تعالى وصنعه للشخص؟

الجواب

الحمد لله.

اشتهر على بعض الألسنة استعمال: عبارة "صنع يومي" للإشارة إلى أن شيئا ما أدخل في قلبه السرور في ذلك اليوم.

وهذه العبارة في ذاتها لا يظهر منها محذور.

فالصنع مما يوصف به المخلوق؛ لأن المقصود به العمل.

قال ابن فارس رحمه الله تعالى:

" صَنَعَ: أصل صحيح واحد، وهو عمل الشّيء صنعا " انتهى من"مقاييس اللغة" (3/313).

كقوله تعالى عن نوح عليه السلام:وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ هود/37-38.

ولمزيد الفائدة يحسن مطالعة جواب السؤال رقم:(154392).

وكون المتكلم جعل ذلك الشخص صانعا لليوم، لا يظهر منه محذور، لأن المراد باليوم هنا أنه ظرف لما صنعه ذلك الشخص، وليس المراد أنه صنع اليوم نفسه، فإن هذا لا يقوله أحد، وكل إنسان يعلم أن هذا غير مراد للمتكلم قطعا.

كما أن المتكلم بهذه العبارة عادة لا يقصد من الصنع معنى: "الخلق"، وإنما معنى التأثير، أي: أن هذا الشيء أثر في نفسي وأدخل السرور فيها ذلك اليوم.

وألفاظ الناس التي لم يرد فيها نهي شرعي، فإنها تحمل على مقاصدهم وما أرادوا بها، فإن أرادوا بها معنى مباحا فهي مباحة.

لقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى رواه البخاري (1)، ومسلم (1907).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" الاعتبار بالمعاني والمقاصد في الأقوال والأفعال، فإن الألفاظ إذا اختلفت عباراتها أو مواضعها بالتقدم والتأخر والمعنى واحد؛ كان حكمها واحدا، ولو اتفقت ألفاظها واختلفت معانيها كان حكمها مختلفا، وكذلك الأعمال، ومن تأمل الشريعة حق التأمل علم صحة هذا بالاضطرار " انتهى من "إعلام الموقعين" (4/552).

لكن يجب التنبه أن بعض الناس قد يطلق هذه العبارة على المنكرات، كأن يقول عن أغنية إنها صنعت يومه، ونحو هذا من مدح المنكرات، وهذا لا يجوز.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب