حفظ
  • قائمة جديدة
المزيد
    حفظ
    • قائمة جديدة
3811/محرم/1447 الموافق 06/يوليو/2025

ما الفرق بين اسم المجيد والماجد؟

السؤال: 328445

ما هو الفرق بين المجيد والماجد؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولًا :

"المجيد" من أسماء الله سبحانه وتعالى ،  و"المجيد الذي له المجد العظيم ، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها ؛ فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه، فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، إلى بقية أسمائه وصفاته". انتهى، من "تفسير أسماء الله الحسنى"، للسعدي  (237).

ودليله: قوله تعالى : ( إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) هود/ من الآية 73 .

وهو من الأسماء المتفق على عدها في أسماء الله الحسنى.

انظر : "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى"، للتميمي : (165).

ثانيًا :

اختلف العلماء في إثبات اسم "الماجد" ، فعده بعضهم من الأسماء ، واستدلوا بثبوته في بعض الأحاديث ، ونفاه بعضهم لعدم ثبوته عندهم .

وقد استدل من قال بثبوته بقوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: ... ذلك بأني جوادٌ ماجدٌ صمدٌ" .

أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 154) ، والترمذي في سننه، كتاب صفة القيامة، (2495) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه، أبواب الزهد، باب ذكر التوبة ، (4311).

وممن ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده. وفي طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع: 1- الخطابي. 2- ابن منده. 3- الأصبهاني. 4- الشرباصي.

انظر : "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى"، للتميمي : (240) ، " إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته "، (1/ 4) ، وفي الأخير ترجيح عدم ثبوته .

ثالثًا :

أما الفرق بينهما ففي كتاب : "إفراد أحاديث أسماء الله وصفاته" (2/ 252) ما نصه :

"(الماجد، المجيد).

المعنى في اللغة:

المجد: بلوغ النهاية ولا يكون إلا في محمود، فالمجد: بلوغ النهاية في الكرم .

والمجد يطلق على المروءة والسخاء، والكرم والشرف، وقيل: المجد كرم الآباء ، خاصة كرم الفعال، والمجيد: الكريم المفضال، وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال : سمي مجدًا، والمجيد: الرفيع العالي.

والماجد هو: الحسن الخلق السَّمْح، وهو الكريم المِعطاء .

المعنى في الشرع:

الماجد هو الكثير الشرف.

المجيد هو الذي تمجد بفعاله ، ومجَّده خلقه لعظمته.

وهو الكريم، الواسع الكرم.

وله سبحانه المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات، وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه ، فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، وهكذا في بقية أسمائه وصفاته.

والمجيد من الأسماء الدالة على عدة صفات، وهو متناول لجميعها ، ولفظه يدل على ذلك؛ فإنه موضوع للسعة والكثرة والزيادة، وقد وصف الله العرش بأنه مجيد لسعته وعظمته وشرفه.

الله هو الماجد والمجيد لا كرم فوق كرمه، وهو سبحانه المنيع المحمود ؛ لأن الواحد قد يكون منيعا غير محمود ، كاللص المتحصن ببعض القلاع، وقد يكون محمودًا غير منيع ؛ أما المجيد فهو من جمع بينهما، وكان منيعا لا يرام، وكان في منعته حسن الخصال جميل الفعال.

والله سبحانه يجل عن أن يرام ، أو يوصل إليه، وهو مع ذلك محسن منعم مجمل ، لا يستطيع العبد أن يحصي نعمته ؛ فاستحق اسم المجيد.

قال ابن القيم:

وهو المجيد صفاته أوصاف تعـ ... ـظيم فشأن الوصف أعظم شان

وروده في القرآن:

ورد المجيد في موضعين هما قوله تعالى: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [هود: 73].

وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج: 14، 15].

أما الماجد فلم يرد، وقد نفى بعضهم كونه من أسماء الله لضعف الحديث الوارد فيه " ، انتهى .

وفي "صفات الله" "للسقاف" (310) : " الْمَجْدُ ، صفةٌ ذاتيةٌ لله عَزَّ وجَلَّ ، من اسمه ( المجيد ) الثابت بالكتاب والسُّنَّة.

وليس ( الماجد ) من أسمائه تعالى.

الدليل من الكتاب:

1- قوله تعالى: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُوُدُ - ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج: 15]

2- وقوله: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [هود: 73] .

الدليل من السُّنَّة:

حديث: "قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد" . رواه البخاري (4797) ومسلم (614) .

قال ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (ص 19) : (مجد الله) : شرفه، وكرمه".

وقال ابن القيم في "النونية" (2/66) :

"وَهُوَ المَجِيدُ صِفَاتُهُ أَوْصَافُ تَعْـ ... ـظِيمٍ فَشَأْنٌ الوَصْفِ أعْظَمُ شَانِ"

وقال أيضاً في "جلاء الأفهام" (ص 174) : "وأما المجد؛ فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال؛ كما يدل على موضوعه في اللغة؛ فهو دالٌّ على صفات العظمة والجلال، والحمد يدل على صفات الإكرام، والله سبحانه ذو الجلال والإكرام، وهذا معنى قول العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" ؛ فلا إله إلا الله دال على ألوهيته وتفرده فيها، فألوهيته تستلزم محبته التامة، والله أكبر دال على مجده وعظمته".

قال ابن منظور في "لسان العرب" : "المجد: المروءة والسخاء، والمجد: الكرم والشرف، والمجيد: من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، وفعيل أبلغ من فاعل، فكأنه يجمع معنى الجليل والوهَّاب والكريم" .

وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في "التفسير" (5/300) : "المجيد الكبير العظيم الجليل: وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال ... " " ، انتهى .

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (201274)

والله أعلم.
 

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

خيارات تنسيق النص

خط النص

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android