الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

إنزيم التيلوميريز هل يمكن أن يمنع الموت؟!

السؤال

إنزيم التيلومريز (إكسير الحياة) ، يقال عنه أن يرجع البشر من مرحلة الشيخوخة للشباب ، ويجدد الخلايا العصبية التي من المفترض أنها لن تتجدد ، ويمكن بذلك تحقيق فكرة الخلود ، ويتم التعدي على قدرة ربنا في موت الإنسان ، مع العلم إن فيديو على إحدى القنوات ، يقول الدكتور : إن الدواء أصبح متوفرا على هيئة أقراص ، فما حكم هذا ؟

الجواب

الحمد لله.

إن غاية ما يقال عن الإنزيم المذكور، إن صح ذلك، وثبتت تجربته علميا: أنه يعمل على تجديد الخلايا العصبية، ومنع تقدم الخلايا  في العمر، وتقليل سرعة خسارة التيلومير، وبالتالي زيادة معدل التجدد الخلوي حتى في الأعمار الكبيرة.

وهذا، إن ثبت عمليا: يعني المحافظة على الشباب وتجنب الشيخوخة.

ولا علاقة لذلك بمنع الموت! فإن الموت يلحق الصغار والكبار، والأقوياء والضعفاء، لأنه أمر كتبه الله على جميع الإنس والجن.

قال تعالى:  وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  الأنبياء/34، 35 .

وقال تعالى:  إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَالزمر/30 .

وروى البخاري (7383) ، ومسلم (2717) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ:  أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَالجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ   .

فمهما بلغ الإنسان من القوة أو الشباب أو الصحة، فإن له أجلا قدّره الله تعالى، وهو ذائق الموت المحالة، ثم مبعوث للحساب والجزاء.

وقد وُجد من المشركين من أنكر البعث والجزاء، لكن لم يوجد من أنكر الموت، لأنه حقيقة مشاهدة، لا يمكن لأحد دفعها.

فتجديد الخلايا أو منع تقدمها في العمر، لا يغني عن الإنسان شيئا إذا حانت ساعة وفاته، فأنت ترين أشد الناس بنيانا، وأحسنهم صحة، وأكثرهم شبابا، يموت حين يشاء الله ، لا يمكن لأحد رد الموت عنه.

 فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  الواقعة/83- 87

فسبحان من قهر عباده بالموت، وتفرد بالبقاء،  وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ  الأنعام/61، 62 .

ونحن لا نعلم أحدا ادعى اكتشاف دواء أو وسيلة تمنع الموت، ولن يستطيع أحد ذلك ولو استعان بأهل الأرض جميعا؛ فإن الذي خلق الإنسان، خلق الموت، وقدر الآجال، وكتب ذلك في كتاب عنده قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فلا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه.

فدعي عنك الشك، وأقبلي على شأنك، واستعدي للقاء الله تعالى، فإن أجل الله لآت.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب