الأربعاء 15 شوّال 1445 - 24 ابريل 2024
العربية

حكم قولهم : كأن الله يضع يده على صدر من يدعو وقت السحر ليطمئنه .

255486

تاريخ النشر : 28-10-2016

المشاهدات : 3731

السؤال


ما حكم قول بعض الأشخاص فى الفيس بوك ( وكأن الله يضع يده علي صدر من يدعو وقت السحر ليقول له اطمئن أنا معك) ؟

الجواب

الحمد لله.


ينبغي أن يُعلم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، فلا يثبت منها إلا ما ثبت بالنص، وأنه يحرم التقول على الله بلا علم، كما قال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33.
فهذا القول المذكور منكر ظاهر، فلم يَرِد أن الله يضع يده على صدر من يدعو وقت السحر، فقول القائل: كأن الله يضع يده الخ ، من القول على الله بلا علم، ومن تخيّل وافتراض ما لم يثبت.
والواجب الوقوف عند النص الوارد وهو ما رواه البخاري (1145) ، ومسلم (1261) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ).
وكفى بذلك نعمة من الله تعالى وفضلا.
قال الإمام أحمد رحمه الله: "فنقول كما قال، ونصفه كما وصف نفسه ، لا نتعدى ذلك " .
انتهى من "تحريم النظر في كتب أهل الكلام" لابن قدامة، ص39
وقال قوام السنة الأصفهاني رحمه الله : "فلا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأجمعت عليه الأمة، أو أجمعت الأمة على تسميته به ، ولا يوصف إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أجمع عليه المسلمون. فمن وصفه بغير ذلك فهو ضال" انتهى من "الحجة في بيان المحجة" (2/ 410).
ومع أن الظاهر من مراد القائل هنا : أن يعبر عن حال الإجابة ، وحسن الظن بالله ، وأن هذا الوقت مظنة الإجابة من الله ؛ فإن الواجب الوقوف عند ما ورد ، وعدم التعدي في هذا المقام الضيق ؛ وقد قال الله جل جلاله : (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/74
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب