الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

هل الإفرازات تنقض الوضوء ؟

224468

تاريخ النشر : 13-03-2015

المشاهدات : 413250

السؤال


بحثت في موقعكم وغيره من المواقع عن مسألة حكم السائل (الإفرازات) الخارج من المرأة فما ازددت إلا حيرة ، أريد أن أعرف ما إذا كان يجب على المرأة التي يخرج منها السائل (الإفرازات) خلال اليوم أن تغير ملابسها الداخلية ، وأن تغسل نفسها ، وتجدد وضوءها لكل صلاة ؟ وما الدليل ؟ إن كان الأمر هكذا فالمشقة ظاهرة خصوصاً عندما أكون في الخارج أو في الجامعة ، ولن أسلم من الإحراج بالطبع ، وأرجو ملاحظة أن كثافة ولون هذا السائل يتغير خلال الشهر. وما حكم السائل (الإفرازات) الخارج أثناء تخيل الحياة الزوجية ؟ قد لا ينطوي الأمر على تخيل وضعيات جنسية محددة ، ومع هذا يخرج شيء من السائل ، فما حكمه ، وهل هو سائل طبيعي أم بسبب التخيل ، وماذا يجب على المرأة أن تفعل بعد ذلك ؟ وما نصيحتكم لمن يعاني من الوساوس المتعلقة بالوضوء ، حتى مع عدم تذكره لأي شيء ناقض؟ ولمن يشك دائماً في عدد ركعات الصلاة وأنه أنقص منها ؟ ولمن يشك بأنه نسي أن يغسل عضواً من أعضاء الوضوء ؟ ولمن تشك بخروج شيء من السائل فتذهب للتأكد ، فلا تجد شيئاً ، وقد تجد أحياناً ؟ وهل يجب عليها الذهاب للتأكد باستمرار ، أم التوجه للوضوء دون أن تتأكد ؟ وفي بعض الأحيان قد لا تجد شيئاً على الملابس الداخلية ، لكنها قد تضع يدها على فرجها فتشعر ببلل هناك ، فما العمل في مثل هذه الحالة ؟

الجواب

الحمد لله.


أولاً :
ذهب جمهور العلماء إلى أن هذه الإفرازات وهي التي تسمى رطوبة فرج المرأة , طاهرة ، وليست بنجسة ، ولكنها تنقض الوضوء .
ولا توجب هذه الإفرازات الغسل عند أحد من العلماء ، حسب ما نعلمه .
وعلى ذلك : فلا يلزمك تغيير ملابسك لأجل هذه الإفرازات ، وإن كان الأفضل التحفظ منها ، قدر الطاقة ، بوضع منديل ، أو حفائظ ، أو نحو ذلك ، إذا كان ذلك ممكنا .
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (50404) .

ثانياً :
ما يخرج من المرأة أو الرجل عند مقدمات الشهوة ، كالتفكير واللمس ونحوها ، يسمى المذي ، وهو سائل شفاف لزج .
والمذي نجس ويوجب الوضوء , ويجب غسل ما أصابه من الجسد , ولكن يُخفف في أمر الملابس , فيُكتفى برشها بالماء فقط .
ينظر جواب السؤال رقم : (81774) .

ثالثاً :
الذي يعاني من الوسوسة في الوضوء والصلاة ... علاج ذلك بأمرين :
1- كثرة ذكر الله تعالى ودعائه والاستعاذة به من الشيطان الرجيم .
2- الإعراض الكامل عن هذه الوسوسة وعدم الالتفات إليها ولا التفكير فيها .

فإذا وسوس لك الشيطان بأنك أخطأت في عدد الركعات فابني على غلبة الظن ولا تسجدي للسهو ، لأن العلماء قالوا : الموسوس لا يسجد للسهو ، لأنه في واقع الأمر تكون صلاته صحيحة ولكن الشيطان هو الذي أوقعه في الشك والحيرة .
وكذلك إذا وسوس لك بأنك لم تغسلي عضوا من أعضاء الوضوء ، فلا تلتفتي إلى هذا الشك ولا تعملي به .

وإذا كان هذا الشك بعد الفراغ من الوضوء والصلاة ، فإنه لا يعمل به ، ولا يلتفت إليه .

ومثل ذلك أيضا : إذا وسوس لك بأنه قد خرج منك بعض الإفرازات فلا تلتفتي إلى ذلك ولا تذهبي لتتحققي ، وما دامت هذه الإفرازات تخرج أحيانا وأحيانا أخرى لا تخرج ، فلست على يقين من خروجها ، فلا يلزمك التحقق ، بل إن ذلك يفتح بابا من أبواب الوسواس .
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجل يشعر أنه خرج منه شيء ، فأمره أن يتلهى عنه . أي : يشغل ذهنه عن ذلك ولا يفكر فيه ، ولم يأمره بأن يذهب ليتحقق ، لأن ذلك استجابة للوسواس وعمل به .

وهذه الإفرازات طاهرة ليست نجسة . ويترتب على ذلك : أنه لا يجب غسل الثياب ولا البدن منها ، ولا يجب الاستنجاء منها ، ويجوز الوضوء مع وجودها على البدن والثياب .
ولا يجب تغيير الثياب ، لأنها طاهرة ليست نجسة .

أما نقضها للوضوء ، فقد ذهب إلى ذلك أكثر العلماء، وقالوا : إذا خرجت فقد نقضت الوضوء ،
وإذا كانت المرأة تستمر عليها هذه الإفرازات ولا تنقطع فلابد أن تتوضأ لكل صلاة ، قياسا على استمرار خروج دم الاستخاضة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمر المرأة المستحاضة أن تتوضأ لكل صلاة ) .
وليس في هذا مشقة شديدة لا يحتملها الإنسان .
وإذا فرض أنك في الجامعة أو غيرها ، فلا يطلب منك إلا الوضوء فقط ، بدون تغيير للثياب أو غسلها أو غسل للبدن وذلك لا يسبب لك إحراج ولا مشقة شديدة .
وهذا كله إنما هو في الإفرازات الطبيعية التي تخرج بطبيعتها بدون سبب .

أما الإفرازات التي تخرج بسبب تخيل الحياة الزوجية ، فهذه تسمى "المذي" ، وهو ناقض للوضوء كالإفرازات السابقة ، ولكن يختلف معها في أنه نجس ، فيجب الاستنجاء منه ، لكن الشرع خفف في كيفية تطهير الثياب منه ، فاكتفى برش كف من ماء على موضعه من الثياب ، ولم يأمر بغسلها أو تغييرها .
والنصيحة لك ألا تسترسلي مع الوساوس , فإنها لا حقيقة لها ، وعلاجها بكثرة ذكر الله تعالى والإعراض عنها ، وعدم الالتفات إليها ، ولا العمل بها ؛ فإنها متى تمكنت من العبد ، أفسدت عليه دينه ودنياه .
وينظر جواب السؤال رقم : (148426) .
نأمل أن نكون قد أجبنا على كل أسئلتك .
وفقك الله تعالى لكل خير .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب