الخميس 16 شوّال 1445 - 25 ابريل 2024
العربية

اختار والداه له زوجة لا يرغب فيها

السؤال


بعد إقناع والديّ لي لسنوات بأن أتزوج قريبتي وافقت أخيرا العام الماضي ، وتمت الخطبة ولكنى أعترف بأني لم أكن أشعر نحوها بأية مشاعر خاصة ، وقبل اتخاذي للقرار الأخير قمت بأداء صلاة الاستخارة ، لكنى لا يبدو أني تلقيت إجابة أو توجيها ، وبقيت في حيرة ، ثم اعتقدت في النهاية بأنه بما أن والديَّ سعيدان بهذا الزواج ، فإني سأمضى فيه ، وأنا أدرس ببلد آخر ، وبعد خطبتنا بدأت أتحدث معها هاتفيا ، وعرفت من بين أمور أخرى أنها تعاني من مشكلة تساقط الشعر ، وبسبب ذلك خف شعرها كثيرا . وقد طلبت منها أن تزور الطبيب ، وبدأت تأخذ أدوية ، لكنها لم تكن ذات جدوى حتى الآن ، وبعد معرفتي لذلك أشعر بالغضب الشديد من نفسي ، ومنها أيضا ، بالرغم من عدم إخباري لها بشيء من هذا القبيل ؛ لئلا أغضبها ، وأنا أشعر بالغضب طوال الوقت ؛ لأني لدي رغبات ومشاعر حول ما يجب أن تبدو عليه زوجتي المستقبلية ، وأنا الآن دائما حزين ، وأشعر بأن زواجي بها هو قدري الذي لا يمكن أن يتغير ، لأن تغييره سيتسبب في إفساد شديد للعلاقات الأسرية ، أنا لا أعرف ماذا أفعل ، وأعجز عن التوقف عن التفكير في هذا الأمر، وهذا الأمر بدأ الآن يؤثر على دراستي أيضا ، وأنا لا يمكنني التكلم في هذا الأمر مع أي أحد ، سواء مع والدي أو مع أصدقائي ، والتفكير في هذا الأمر يجعلني دائم الغضب ، وقد وافقت على أن أتزوجها العام القادم بعد أن طلب منى والداي ذلك ، وأنا لا أعرف ماذا افعل الآن ؟ أو ماذا ستسير عليه الأمور بعد ذلك ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
الاستخارة مستحبة مشروعة ، ولا يلزم أن يرى بعدها الإنسان رؤيا أو يتلقى جوابا كما ذكرت ، وإنما يظهر أثرها في يسر الأمر وسهولته ، فإذا تيسر الأمر ومضى كان هذا دليلا على أنه الخير إن شاء الله .
ثانيا :
لا يلزم الولد أن يطيع والديه في الزواج من امرأة معينة ، لكن إن فعل ذلك إرضاء وإسعادا لهما كان مأجورا مثابا بشرط أن تكون المرأة مرضية الدين والخلق .
وإذا تأمل الإنسان وتدبر ورأى أن المرأة لا تصلح له ، ويخشى أن يقيم معها على كره ، أو يضطر فيما بعد لطلاقها فإن الأولى أن يصارح والديه بما يجد في نفسه ، وأن يستسمحهما في فسخ خطبته ، فإن هذا خير من التمادي في أمر لا يرغب فيه .
ونحن ننصحك بالتفكير والتروي والنظر في صفات مخطوبتك ، وما لها ، وما عليها ، قبل اتخاذ القرار بفسخ خطبتها ، فإن كانت مرضية الدين والخلق ، ولا يعيبها إلا ما ذكرت من أمر شعرها ، فإن هذا يمكن علاجه ، وقد تكون المرأة جميلة أو مقبولة مع وجوده .
لكننا أيضا نرى أن تتروى في إتمام الزواج ، حتى تطمئن نفسك إلى ذلك القرار .
وينبغي أن تكثر من دعاء الله وسؤاله أن يوفقك لما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة .
وانظر للفائدة : السؤال رقم (26852) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب