الحمد لله.
~الحمد لله
أولا :
" الكروسون " أو " الكروسان " صنف معروف من الخبز أو الفطائر ، اسمه بالانجليزية
(croissant) ، ونحوه بالفرنسية ، قد يتخذ شكلا قريبا من الهلال مع بعض الحلقات فيه
.
ثانيا :
تذكر بعض المصادر العربية والأجنبية أن صنع هذا الخبز على شكل هلال - رمز الدولة
العثمانية – كان احتفالا بهزيمة الجيوش العثمانية في معركة " فيينا " على يد الجيوش
البولندية ، وكان أحد الخبازين سببا لهذه الهزيمة ، حين سمع أصوات حفر المسلمين
نفقا للوصول إلى المدينة المحصنة ، فأخبر الإمبراطور الذي سارع إلى تدبير مكيدة
بالمسلمين أدت إلى هزيمتهم ، وذلك في عام (1683م) .
وبعض المصادر تحكي صنع هذا الخبز احتفالا بهزيمة المسلمين بقيادة عبد الرحمن
الغافقي في معركة " بلاط الشهداء " عام (732م) على يد الفرنسيين .
ويذكر بعض الباحثين أن قصة خبز " الكروسون " حاضرة في بعض مناهج تعليم الأطفال في
الدول الغربية ، ولعل ذلك سبب تفتيش كثير من الناس عن هذا الأمر اليوم .
ثالثا :
أما عن الحكم الشرعي لتناول هذا الخبز : فلا نرى فيه حرجا إن شاء الله ، وهو حلال
أصلا من حيث مادته ومكوناته ، إلا إذا استعمل الخمر في عجينه فيكون حراما .
أما تحريمه لأجل القصة المأثورة في سبب صنعه ومناسبته فلا نرى ذلك وجيها لما يأتي :
1-أنها قصة مظنونة لا سبيل إلى تأكيدها ، وذكر المصادر لها لا يعني الجزم بوقوعها.
2-كما أنه لا سبيل إلى الجزم بتماثل شكل " الكروسون " اليوم بذلك الذي صنعه الخباز
البولندي عام (1683م) ، وغالب الظن أن هناك اختلافا كبيرا في مكونات العجين وطريقة
الصنع وشكل الخبز ، فهو اليوم لم يعد يشبه الهلال من قريب ولا من بعيد.
3-ثم إن تقادم القصة كفيل بتقادم آثارها النفسية واختفاء حُمَّاها التي تخفيها في
طياتها ، والشريعة واقعية تبني على المحسوس وليس على المتوهم أو المطموس .
4-ومع ذلك كله فليس الهلال شعارا للإسلام ، بل هو شعار للدولة العثمانية ، وفرق بين
نسبة الشعار إلى الدين ، فهذا يحتاج إلى نص مأثور ، وبين نسبة الشعار إلى دولة
إسلامية ، كشعار الدولة الأموية أو العباسية وغيرها ، فلا ينبغي إسبال الهالة
والقداسة الدينية عليه ، وقد سبق بيان ذلك في موقعنا في جواب السؤال رقم : (1528)
، (79141) .
والله أعلم .
تعليق