اعتاد فعل معصية بأكثر من طريقة وعاهد الله على ترك طريقة واحدة فقط

23-07-2013

السؤال 200855


سؤالي ويعلم الله أني سوف أقول كل ما حصل : كنت أفعل معصية ، لها طريقتان مختلفتان ، بين فترة وفترة ، وذات يوم عاهدت نفسي ألا أعود إلى طريق واحد منها ، وسجدت ( بدون صلاة ) ، وقلت يا رب شل أطرافي إن عدت للمعصية ، وحددت طريقا واحدا منها ، وكان في بالي وأنا ساجد أن أبعد نفسي عن طريق واحد منها ، والطريق الثاني للمعصية : كنت ناوي أن أعود له ، وأيضا في دعائي بعض الكلمات التي استعملتها لم تكن جيده فيها بعضاً من الخدش ، ووقعت بالمعصية التي عاهدت الله أن لا أعود لها قبل شهر ، أعلم أن بدعائي لم يكن هناك تأدب مع الله .

فما قولك فيما عملت ، وهل هذا لغو في الدعاء ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
الذي يجب أن يتعبك حقا : هو وقوعك في المعصية ، هو عدم توبتك منها ، ولذلك عدت إليها سريعا !!
فعلى من تضحك يا عبد الله ، ومن تخدع بكلامك هذا ، بالله ، أخبرنا ؟!
أعلى ربك ، الذي عاهدته على ترك المعصية ، ودعوت ، وقلت ... ثم أنت في أثناء ذلك كله ، قد ادخرت لنفسك طريقا احتياطيا للمعصية ، خلاف ما عاهدت ربك عليه ؟!!
ما سمعنا بمثل هذا العجب ، قط !!
أتخفي الطريق الآخر ، عن علام الغيوب !!
أتريد أن تتوب من طريقة للذنب ، لتحتفظ بطريقة أخرى ؟
فبئس هذه التوبة ، يا عبد الله !!
التوبة ، يا عبد الله : أن تقلع عن الذنب بالكلية ، وأن تندم على ما فات منك ، وأن تعزم بصدق وجد : على ألا تعود إليها ، أبدا ؛ لا أن تغلق باب المعصية ، لتدخل إليها من الشباك ؛ فما هذا اللعب بدينك ، وما هذا اللعب مع ربك ، يا عبد الله ؟!
ثانيا :
من عاهد الله على فعل شيء ، أو ترك شيء ، ثم أخلف ؛ فعليه كفارة يمين : إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم ، أو تحرير رقبة ، فمن لم يجد : فصيام ثلاثة أيام .
وينظر جواب السؤال رقم: (47738) ، ورقم : (38934) .
وينبغي أن تنتبه أيضا إلى أنه لا يحل لك الدعاء على نفسك بشر ، أو لعنة ، حتى ولو كنت تريد أن تمنع نفسك من المعصية بذلك .
وينظر جواب السؤال رقم : (145757) .
لكن الأوجب عليك من مجرد الكفارة ، أو ما يلزمك فيها : أن تعيد تصحيح الطريق مع ربك ، بل أن تسير إليه من جديد ؛ فأنت لم تكن قد تبت بعد ؛ فبادر يا عبد الله بالتوبة من ذنبك ، قبل أن تفلت من يديك الساعة ، وتندم ، حين لا ينفع الندم .
واعلم أنه الله جل جلاله : رحمان رحيم ، أرحم بعباده من الوالدة بولدها ، يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل ؛ ومن استعان به أعانه ، ومن استهداه : هداه ، فلا تضعف ، ولا تهن ، ولا تيأس من رحمة ربك : ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) .
واعلم أن الله جل جلاله أكرم من أن يدعك في الطريق ، متى سلكت إليه ، بقصد صحيح قوي ، ونية سليمة خالصة : قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت/69.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) .
رواه البخاري (7405) ومسلم (2675) .
والله أعلم .

الأيمان والنذور التوبة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب