حديث باطل مكذوب في فضل قراءة آية الكرسي عقب الوضوء .

16-02-2013

السؤال 192341

ما صحة هذا الحديث ؟ من قرأ " آية الكرسي " بعد الوضوء رفع الله له أربعين درجة ، وخلق من كل حرف من آياتها ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة ، وصرف عنه ألف مكروه في الدنيا ، وألف مكروه في الآخرة .

الجواب

الحمد لله.


هذا حديث باطل مكذوب ، وقد رواه الديلمي في "مسند الفردوس" – كما في "كنز العمال" (9/465) - بنحوه ، من طريق مقاتل بن سليمان حدثنا فضل بن عبيد عن سفيان الثوري عن عبيد الله العمري عن نافع عن ابن عمر رفعه : ( من قرأ آية الكرسي على أثر وضوئه أعطاه الله عز وجل ثواب أربعين عالما ، ورفع له أربعين درجة ، وزوجه أربعين حوراء ) .
وهذا إسناد موضوع ، ومقاتل بن سليمان كذاب مشهور ، قال النسائي : " الكذابون المعروفون بوضع الحديث: ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدى ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام " انتهى من "ميزان الاعتدال" (3 /562) .
وينظر : "الفوائد المجموعة" (ص312) ، "تذكرة الموضوعات" (ص 79) .

 

وأخرجه ابن بابويه في "المجلس الحادي والعشرين من أماليه" (ص7) فقال :
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرٍ الأَزْدِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِي مَرَّةً صَرَفَ اللهُ عَنْهُ أَلْفَ مَكْرُوهٍ مِنْ مَكْرُوهِ الدُّنْيَا، وَأَلْفَ مَكْرُوهٍ مِنْ مَكْرُوهِ الآخِرَةِ ، أَيْسَرُ مَكْرُوهِ الدُّنْيَا الْفَقْرُ ، وَأَيْسَرُ مَكْرُوهِ الآخِرَةِ عَذَابُ الْقَبْرِ " .

 

ومع أنه لم يصرح هنا بأنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من أصحابه ، بل مقطوع على أبي جعفر الباقر ( ت : بضع عشرة ومائة ) ، فإن إسناده إليه تالف أيضا ، عمرو بن أبي المقدام رافضي تالف ، قال ابن معين: ليس بشئ .
وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات . ينظر : "ميزان الاعتدال" (3 /249)

وهو مع وهاء إسناده منكر من جهة متنه ، وخاصة باللفظ الذي ذكرته السائلة ؛ لما فيه من هذه المبالغة الظاهرة ، ولقوله فيه " وخلق من كل حرف من آياتها ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة " فإن هذا القول باطل ؛ لأنه يدل بظاهره على أن القرآن مخلوق ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ؛ كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة .

والأحاديث في فضل آية الكرسي ، وما يقال عقب الوضوء ، معروفة مشهورة ، يَستغني بها المسلم عن هذه الأكاذيب .
راجعي جواب السؤال رقم : (6092) ، (129501) .
فالذي ينبغي التعويل عليه في ذلك : بكتب الأذكار المشهورة ، ككتاب "الأذكار" للإمام النووي ، وكتاب "صحيح الكلم الطيب" للألباني ، وكتاب "حصن المسلم" للقحطاني .
ولا يُلتفت إلى ما يتناقله الناس عبر المنتديات والمواقع التي لا تتحرى الصدق والأمانة .
وينظر : جواب السؤال رقم : (34725) .
والله تعالى أعلم .

الأحاديث الضعيفة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب