هل يوقظ أخاه وينتظره لمرافقته لصلاة الفجر أو يدرك أجر الصف الأول؟

05-01-2011

السؤال 159239

أيهما أعظم أجرا : أجر دعوة مسلم لصلاة الفجر وانتظاره ومرافقته للصلاة ، وفي نفس الوقت أجر الصلاة في الصف الأول لصلاة الفجر ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
ينبغي أن يُعلم أن من أعظم ما يوفق الله عبده إليه ، أن يسخره للدلالة عليه ، والدعوة إلى سبيل ربه ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) النساء/125 ، وقال تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف/108 ، وقال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 ، وقال تعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) سورة العصر .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم (2678) .
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ) رواه مسلم (1893) .
فالدلالة على رب العالمين ، ودعوة الناس إلى طريقه هي من أجل القربات ، وأعظم العبادات ، وطريق سهل ميسور لمضاعفة الحسنات .
ثانيا :
لا تعارض بين الأمرين المذكورين : أن تعين أخاك على صلاة الفجر ، وتشجعه وتأخذ بيده ، وأن تدرك أنت وهو الصف الأول ، وتكبيرة الإحرام خلف الإمام ، ربما تحتاج فقط إلى أن تبكر أنت عشر دقائق قبل الأذان ، لتوقظه مبكرا ، وتدرك أنت وهو صلاة السنة القبلية ، وتكبيرة الإحرام خلف الإمام .
فإذا قدر وأنك تأخرت في يوم ما ، وضاق الوقت بك ، فاجتهد ألا تتركه من دون إيقاظ ، ثم انظر في الأمر ، فإن كنت تعرف أنك متى أيقظته ، ثم سبقته إلى المسجد ، فإنه سوف يدركك : فأيقظه ، ثم إن تأخر هو فلا حرج عليك ، ويدرك هو ما يدركه من الصلاة ، ثم يتم ما فاته منها ، إن فاته شيء من الجماعة .
فإن علمت أنك لو تركته تكاسل عن صلاة الجماعة حتى فاتته ، أو ربما غلبه النوم حتى خرج وقت الصلاة ، فتأخر معه إلى أن تستوثق من استيقاظه ، أو إلى أن تصحبه معك إلى المسجد ، ولو فاتك الصف الأول ، أو تكبيرة الإحرام ، أو فاتك شيء من الصلاة ، ما دمت في النهاية سوف تدرك صلاة الجماعة .
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه من القول والعمل .
والله أعلم .
فضائل الأعمال
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب