الحمد لله.
إذا شق على المسلم أن يصلي صلاة المغرب في وقتها ، فإنه لا حرج عليه أن يؤخرها وينوي جمعها مع صلاة العشاء جمع تأخير .
وقد دل على جواز الجمع بين الصلاتين لدفع المشقة والحرج ، ولو كان ذلك في الحضر لا السفر حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلا مَطَرٍ، سئل ابْن عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَيْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ" رواه مسلم (705).
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في تعليقه على "فتح الباري" (2/24): "الصواب حمل الحديث المذكور على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلوات المذكورة لمشقة عارضة ذلك اليوم من مرض غالب أو برد شديد أو وحل ونحو ذلك ، ويدل على ذلك قول ابن عباس لما سئل عن علة هذا الجمع قال : (لئلا يحرج أمته) وهو جواب عظيم سديد شاف" انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
إذا حانت صلاة المغرب وأنت تجوب طرق المدينة الكبيرة، ولم يتيسر لك الوقوف في مكان تؤدي به صلاة المغرب، فلا حرج عليك أن تؤخرها بنية الجمع بينها وبين صلاة العشاء؛ لأنك معذور ... دفعا للحرج والمشقة عليك بصلاة المغرب في وقتها، ... ثم استدل بحديث ابن عباس المتقدم" انتهى، "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (15/331).
وعلى هذا ، فلا حرج عليك أن تجمع بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، فتؤخر صلاة المغرب حتى تصل إلى بيتك فتصلي المغرب والعشاء جميعا.
نسال الله تعالى أن ييسر لك أمرك، وأن يرفع عن المسلمين الكرب والبلاء.
والله أعلم.
تعليق