الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

العرش سقف المخلوقات وهذا لا يمنع أن يكون فوقه شيء

393246

تاريخ النشر : 18-10-2022

المشاهدات : 3808

السؤال

قرأت فتواكم رقم:(350495)، وفيها قول ابن حجر العسقلاني رحمه الله : أن اللوح المحفوظ فوق العرش، لكن كيف ذلك، والعرش سقف المخلوقات، لا يمكن أن يكون شيء مخلوق؟ وأيضا حديث إن الله عز وجل كتب عنده كتابا فوق العرش، فهذا الكتاب مخلوق وهو فوق العرش.

الجواب

الحمد لله.

العرش سقف المخلوقات؛ بمعنى أنه فوق السموات والأفلاك والأجرام، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه".

أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية، ص 55، وابن خزيمة في "التوحيد" (3/885)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/290) رقم 851، وأورده الذهبي في "العلو"، ص79، وصححه، وصححه الألباني في "مختصر العلو"، ص75.

وهذا لا يمنع أن يوضع عليه شيء، كالكتاب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان هذا الكتاب هو اللوح المحفوظ أو غيره.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي رواه البخاري (7453)، ومسلم (2751).

وفي رواية لهما:  فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ.

ولأحمد (8958)  فَهُوَ عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ .

قال الشيخ محمد بن علي الإثيوبي رحمه الله تعالى:

" (فِي كِتَابِهِ) يحتمل أن يكون المراد: اللوح المحفوظ، ويحتمل أن يكون كتابا آخر مختصّا بهذا الأمر؛ تنويها بشأنه، ورفعا لقدره " انتهى من "البحر المحيط الثجاج" (42/612).

وقد ذكرنا في الجواب الذي أشرت إليه أنه "ينبغي للمسلم عدم التعمق في تفاصيل الغيب، إلا في حدود ما ورد به النص ، وعليه التسليم لما جاءت به النصوص ، وما أشكل عليه منها ، رده إلى المحكم البين، وطلب فقهه وفهمه من عالمه .وليس من الحكمة ولا من الشرع، بل ولا من العقل في شيء: أن يثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثبوتا لا مرية فيه: أن هذا الكتاب هو عند رب العالمين، فوق عرشه؛ ثم يستشكل ذلك بأن العرش سقف المخلوقات!! بل يسلم للخبر على ما ورد، ويحمل في كل موضع بحسب ما جاء به .

وأما كيفيات أمور الغيب فمحجوبة عن أفهامنا، وعلومنا، لم تبين لنا، وليست هي مما يقاس أو يشبه بما يعرفه الناس من أمور هذا العالم".

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب