الأربعاء 15 شوّال 1445 - 24 ابريل 2024
العربية

حكم رد السلام بصيغة: وعليكم السلام والرحمة؟

390947

تاريخ النشر : 01-01-2023

المشاهدات : 11550

السؤال

في بعض الأحيان يسلم علي شخص، ويقول: السلام عليكم ورحمة الله، فأرد عليه وعليكم السلام والرحمة، فهل في قول والرحمة شيء؟ وما حكم المواظبة عليها؟

ملخص الجواب

رد السلام ينبغي أن يكون بنفس صيغة المسلّم أو بأحسن منها. فمن سلم عليك بقوله: "السلام عليكم". فالرد عليه بـ "وعليكم السلام والرحمة" هو رد بالمثل، أو زيادة؛ فلا بأس به. ومن سلم عليك بقوله: " السلام عليكم ورحمة الله"، فالرد بقولك: " وعليكم السلام والرحمة"، هو رد بالمثل؛ لأن "الرحمة" المقصود بها "رحمة الله" المعهود قصدها عند المسلمين، فـ"الـ" هنا عهدية.  لكن لا شك أن الأفضل والأحسن هو المحافظة على الصيغة التي جاءت بها السنة . وينظر للأهمية الجواب المطول ففيه مزيد بيان وتفصيل

الجواب

الحمد لله.

رد السلام ينبغي أن يكون بنفس صيغة المسلّم أو بأحسن منها.

قال الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا النساء/86.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" وقوله: ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) أي: إذا سلم عليكم المسلم، فردوا عليه أفضل مما سلم، أو ردوا عليه بمثل ما سلم به، فالزيادة مندوبة، والمماثلة مفروضة " انتهى من"تفسير ابن كثير" (2/368).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

" قال العلماء يرحمهم الله: ابتداء السلام سنة، ورده واجب، لقول الله تعالى: ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )، فأمر الله تعالى أولاً بالأحسن، فإن لم يكن فبردها بمثلها.

والحسن في الرد يكون بالصيغة، ويكون بالصوت، ويكون بالوجه، فمثلا إذا قال: السلام عليك ورحمة الله، فالأحسن أن تقول: عليك السلام ورحمة الله وبركاته...

هذا في الصيغة، وأما في الصوت، فإذا قال: السلام عليك، بصوت واضح جهرا، فالرد عليه بأن يكون ردك أوضح من سلامه وأبين، أو على الأقل يكون مثله.

أما أن يسلم عليك بصوت مسموع بين واضح، ثم ترد عليه بأنفك، أو بصوت قد يسمعه، وقد لا يسمعه، فإنك لم تأت بالواجب؛ لأن الله قال (بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).

كذلك في البشاشة: إذا سلم عليك بوجه بشوش منطلق، لا ترد عليه بوجه عبوس مكفهر، لأنك ما حييته بما حياك به، ولا بأحسن، وهذه مسائل يغفل عنها كثير من الناس، فينبغي للمؤمن أن يعرفها، وأن يطبقها عمليا " انتهى من"فتاوى نور على الدرب" (12/ 395–396).

وبناء على هذا فمن سلم عليك بقوله: "السلام عليكم". فالرد عليه بـ "وعليكم السلام والرحمة" هو رد بالمثل، أو زيادة؛ فلا بأس به.

ومن سلم عليك بقوله: " السلام عليكم ورحمة الله"، فالرد بقولك: " وعليكم السلام والرحمة"، هو رد بالمثل؛ لأن "الرحمة" المقصود بها "رحمة الله" المعهود قصدها عند المسلمين، فـ"الـ" هنا عهدية.

لكن لا شك أن الأفضل والأحسن هو المحافظة على الصيغة التي جاءت بها السنة .

عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ، النَّفَرِ مِنَ المَلاَئِكَةِ، جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ رواه البخاري (6227)، ومسلم (2841).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب