السبت 11 شوّال 1445 - 20 ابريل 2024
العربية

التعريف بكتاب: غرائب التفسير وعجائب التأويل.

364638

تاريخ النشر : 23-04-2022

المشاهدات : 4121

السؤال

آمل ذكر معلومات عن كتاب "غرائب التفسير وعجائب التأويل" لمحمود الكرمانى.

الحمد لله.

أولًا :

التعريف بالكرماني

الكرماني ، هو : الإمام محمود بن حمزة بن نصر الكرماني، برهان الدين، أبو القاسم ، ويعرف بتاج القراء: عالم بالقراءات، نحوي، مفسر، من أهل كرمان.

قال ياقوت: "أحد العلماء الفقهاء النبلاء، صاحب التصانيف والفضل، كان عجبًا في دقة الفهم وحسن الاستنباط، لم يفارق وطنه ولا رحل .. ".

من كتبه "البرهان في متشابه القرآن"، و"لباب التأويل"، و"لباب التفاسير"، "العجائب والغرائب".

وفاته: سنة خمس وخمسمائة (505 ﻫ )، وقيل: خمسمائة (500 ﻫ).

"معجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر" (2/ 662) ، و"الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة" (3/ 2591) .

ثانيًا :

سبب تأليفه لكتاب غرائب التفسير

للكرماني رحمه الله كتابٌ في التفسير سماه : "غرائب التفسير وعجائب التأويل"، ذكر في أوله منهجه وسبب تأليفه ، فقال : "فَإن أكثرَ العلماء والمتعلمين في زماننا يرغبون في غرائب تفسير القرآن وعجائب تأويله ، ويميلون إلى المشكلاتِ المعضلات في أقاويله.

فجمعت في كتابي هذا منها، ما أُقَدِّر أن فيه مَقنَعًا لرغبتهم ومُكتفىً لطلبتهم، لِمَا روي عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أنه قال - "أعَرِبوا القرآنَ والتمسُوا غرَائبَة، فإن الله يحب أنْ تعربَ آي القرآن "، ولما ذكر ابن عباس - رضي الله عنه -: إن هذا القرآن ذو شجونٍ وفنون وظهور وبطونٍ، لا تنقضي عجائِبه، فمن أوغلَ فيه برفقٍ نجا، ومن أوغل فيه بعنف هوى".

وأوجزت ألفاظهُ من غيرِ إطناب، فإن مجتَنى كنوز العلم في اختياره وحسنِ جَمْعهِ واختصارِهِ.

ولم أشتغل بذكرِ الآيات الظاهرة والوجوه المعروفة المتظاهرة.

ولا بذكر الأسباب والنزولِ والقصص والفصولِ.

فإني قد أودعت جميع ذلك في كتابي الموسوم بـ " لباب التفاسير"؛ من غير إفراطٍ مني فيه ولا تقصير.

مستعيناً بالله ومعتمدًا عليه؛ إنه ولي الإعانة والتوفيق".

انظر : "غرائب التفسير وعجائب التأويل" (1/ 87-88).

ومن عادته رحمه الله أنَّه يورد التفسير الذي يرتضيه، ثم يورد الغريب، ثم يورد العجيب ، وقد لا يكون العجيب مما يرتضيه، بل قد ينتقده، وقد نصَّ على منهجه في ذلك، فقال بعد إيراده تفسيرًا عجيبًا : " وهذا تفسير يَسْمُج ذكرُه، لكني أوردته لكونه في عِداد العجيب من الأقوال.

وكل ما وصفته بالعجيب، ففيه أدنى خلل ونظر" انتهى من "غرائب التفسير وعجائب التأويل" (2/ 1413).

والذي يظهر أنَّ مراد الكرماني بالغريب : الغامض من الأقوال ، وبالعجيب : ما يدعو النفس إلى التعجب منه .

ثالثًا :

كلام أهل العلم في الكتاب

قال في "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" (2/1197) :" الغرائب (هو عجائب القرآن) والعجائب في تفسير القرآن الكريم للإمام، الفقيه، أبي القاسم: محمود بن حمزة بن نصر الكرماني، الذي كان في حدود: الخمسمائة، وتوفي بعدها؛ أوله: (نبدأ باسم الله وبحمده ونعبده ... الخ)، ذكر: أن أكثر الناس يرغبون في غرائب تفسير القرآن وعجائب تأويله. جمع لهم ما قدر مقنعا لرغبتهم ..."، انتهى .

ونقل في " معجم المفسرين" ما قاله بعض العلماء في الكتاب : "وقال السيوطي في "الإتقان": "فيه أقوال منكرة، لا يحل الاعتماد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير منها" .

من ذلك: أنه نقل قول "أبي مسلم" في "حم عسق": إن الحاء حرب علي ومعاوية، والميم ولاية المروانية، والعين ولاية العباسية، والسن ولاية السفيانية، والقاف قدرة مهدي، وقال: "أردت بذلك أن يُعلم أن فيمن يدعي العلم حمقى".

ومنه: نقله قول من قال في (ألم): معنى ألف: ألف الله محمدا فبعثه نبيا، ومعنى لام: لامه الجاحدون وأنكروه، ومعنى ميم: الجاحدون المنكرون، من الموم، وهو البرسم" .

قال الزركلي: "وثمة ترهات أخرى حكاها في تفسيره، نقل السيوطي بعضها ونقل طاشكبري بعضا آخر، واستنكر إيراده لها"، انتهى .

"معجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر" (2/ 662).

رابعًا :

هل يناسب الكتاب كل قارئ؟ 

الذي نراه أنَّ هذا الكتاب يصلح للمتخصصين والدارسين من طلبة العلم سواءٌ في التفسير أو القراءات أو اللغة، ولا يصلح لعامة الناس، لأن من المهم أن يكون قارئ الكتاب على علم بالفرق بين الصحيح وغيره، وأن يكون قادرًا على تمييز الصواب من الخطأ من الأقوال التي أوردها الكرماني رحمه الله.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب