الأربعاء 22 شوّال 1445 - 1 مايو 2024
العربية

كيف تتصرف مع زوجها الذي يعاني من المازوخية؟

363666

تاريخ النشر : 14-10-2021

المشاهدات : 28907

السؤال

زوجي يعاني من أحد الاضطرابات النفسية التي يطلق عليها المازوخية بدرجة قليلة علي حد تعبيره، بعد أن ذهب لطبيب نفسي، فهو يحب أن يكون تحت قدمي، ويقول: إنه خادم، وكلب ذليل تحتهما، ولا يملك من أمره شيء أمامها، كل ذلك في الأوقات الخاصة فقط ؛حتي يشبع رغباته، رفضت الأمر في البداية بشدة، وفوجئت أنه يملك حسابا وهميا على مواقع التواصل ليقرأ فيها عن هذه المواضيع، ويبحث عن صور تخص ذلك، مما يثيره، ثم أغلق الحساب بعد معرفتي، وطلب مني المساعدة في أن أعفه، وأقضي له ما يريد، كل ذلك في الأوقات الخاصة فقط، فهو في العام شخص متدين، يحفظ كتاب الله تعالى، ويحافظ على الصلاة، وذكر الله تعالى، ومرموق اجتماعيا، ومحبوب جدا من كل من حوله، هو أب رائع، وزوج طيب كريم، لا يسئ اللفظ أو الفعل. فهل وجوده تحت قدمي وتقبيلها ومناداته بخادم أو عبد في هذه الأوقات حرام؟! أم إن هذا حلال إن كان ليعفه عن الحرام؛ وهو النظر لصور أقدام النساء، و قراءة مثل هذه المواضيع؟

الحمد لله.

أولا:

المازوخية اضطراب نفسي

المازوخية: اضطراب نفسى يقوم على الحصول على المتعة عند تلقي التعذيب الجسدي أو النفسي.

"هو أحد أشهر انحرافات السلوك الجنسي، ويقصد به التمتع بالألم عند استقباله من الآخر، بحيث إن صاحبها لا يصل لقمة اللذة الجنسية إلا بالضرب باليد أو بالسوط أو التقييد بالسلاسل وما شابهها، أو التعذيب النفسي مثل الكلام أو الإهانة أو التذليل، ويمكن أن يصل لهذه المتعة حتى بتخيل أحد هذه الأمور، فهي شعور جنسي يتلذذ فيه المرء بالتعذيب الجسدي والإذلال النفسي اللذين ينزلهما به محبوبه؛ أي التلذذ بالاضطهاد.

فالماسوشي، تكمن إثارته الجنسية في إيلام الطرف الآخر له عند حدوث علاقة جنسية، وتختلف حدة هذا الألم من حالة إلى أخرى، ففي بعض الحالات المرضية لا يستمتع الماسوشي إلا بدرجة بالغة من الألم قد تودي به إلى الموت...

أما عن أسبابها: فهي ليست معروفة بالتحديد، ولكن علماء النفس، خاصة التحليليون، يرون أن الشخص المازوكى: يتعين أو يتماهى بأمه (يتقمص دورها الأنثوي) بدلا من أبيه، خاصة إذا كان الطفل قريبا من أمه بدرجة زائدة، وشعر أنها مظلومة من أبيه أو من غيره، فهنا يتعاطف معها ويحب دائما أن يكون في وضع المظلوم مثلها، حتى يخفف من مشاعر الذنب حيالها. والمازوكي لديه شعور عميق بالذنب (ربما لوجود مشاعر عدوانية أو جنسية بداخله)، لذلك يحتاج للإيذاء النفسي والجسدي للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة، وساعتها يشعر بالراحة أو بالنشوة.

المازوكي يشعر بالوحدة والخوف من هجر الحبيب، لذلك فهو يعشق دور المظلوم والضحية لكي يكسب عطف الناس واهتمامهم.

بناء على ما سبق يمكن القول بأن الخلافات بين الوالدين في طفولتك، وتعرض والدتك للظلم من أقارب والدك، ربما يكونا قد دفعاك في طفولتك المبكرة لكي تتعين بالوالدة، وتتعلق بدور المظلوم، وتنشد الإهانة والتعذيب للتخفيف من مشاعر الذنب وللتخفيف من مشاعر الوحدة ومخاوفها" انتهى من موسوعة ويكيبديا مصطلح ماسوشية

وينظر:

https://bit.ly/3nmpmsv

ثانيا:

ينبغي لزوجك أن يسعى لعلاج هذا المرض؛ فهو مرض، كسائر الأمراض النفسية والعضوية، فليأخذ بأسباب علاجه الطبي، عند متخصص موثوق به؛ بدلا من استمراء البقاء تحت وطأته، والاسترسال فيما يقتضيه داؤه، ويرتاح به.

ويحرم عليه النظر إلى صور النساء أو أقدامهن، ويلزمه إن كان صادقا في طلب العلاج أن يجتنب الأسباب التي تزيد مرضه، كمطالعة أخبار المازوخيين وأحوالهم.

وتقبيل قدم الزوجة هو أخف ذلك كله، وليس هو محرما في نفسه.  

وأما إذلال النفس بما ذكرت كوضع رأسه تحت قدمك، وقوله إنه خادم وكلب ذليل الخ، فهذا محرم أو مكروه، لكن إن كان تحت تأثير المرض فلا إثم عليه.

وينبغي أن تخففي عنه ما يجد من الشعور بالذنب أو بالخوف من الهجر، فتبثي فيه الطمأنينة والثقة، وأن تجتهدي في إظهار الحب والتقدير له، وتشعريه بحاجتك له، وقوامته عليك، وأن تأخذي بيده للعلاج من ذلك المرض، وتستحثيه على ذلك، وترافقيه، وتترفقي به في مسار علاجه.

ونسأل الله تعالى أن يشفيه وأن يعافيه وأن يصلح حالكما وبالكما.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب