الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

حكم زيارة ما يقال إنه قبر الحسين رضي الله عنه في القاهرة

311313

تاريخ النشر : 08-09-2019

المشاهدات : 38431

السؤال

أحيانا أذهب إلي جامع الحسين بحي الحسين بالقاهرة ؛ علي سبيل التغيير ، ومشاهدة الآثار الإسلامية في هذا الحي ، ولكن هل هو فعلا سيدنا الحسين عليه السلام حفيد النبي صلي الله عليه وسلم هو المدفون في هذا المسجد ؟ فأنا سمعت حكايات كثيرة من أن رأسه هي الموجودة ، وجسمه في كربلاء بالعراق ، وأقوال أخري تنفي هذا الكلام ، فما هو أصح كلام في هذا ؟ ثم إذا كان هو فعلا الموجود في المشهد ، فما حكم الصلاة في هذا المسجد ؟ وماذا ينبغي أن أفعل إذا دخلت هذا المسجد ؟ وهل ينبغي السلام عليه والتبرك بالدعاء في هذا المكان ؟ أم إن هذا يعتبر دربا من الشرك عياذا بالله تعالى ؟ حيث إن هناك طرق صوفية وأدعية وأقوال غريبة تقال داخل المسجد .

الجواب

الحمد لله.

أولا:

الحسين بن علي رضي الله عنهما استشهد بالعراق، ونقل رأسه إلى المدينة ودفن بها.

وأما دعوى أن الرأس مدفون بمصر فلا أصل له، وقد أنكره كثير من المحققين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ومنها " مشهد الرأس " الذي بالقاهرة، فإن المصنفين في قتل الحسين اتفقوا على أن الرأس ليس بمصر، ويعلمون أن هذا كذب .

وأصله أنه نقل من مشهد بعسقلان وذاك المشهد بني قبل هذا بنحو من ستين سنة في أواخر المائة الخامسة وهذا بني في أثناء المائة السادسة بعد مقتل الحسين بنحو من خمسمائة عام والقاهرة بنيت بعد مقتل الحسين بنحو ثلاثمائة عام ، قد بين كذب هذا المشهد ابن دحية في " العلم المشهور "، وأن الرأس دفن بالمدينة كما ذكره الزبير بن بكار.

والذي صح من أمر حمل الرأس: ما ذكره البخاري في صحيحه أنه حمل إلى عبيد الله بن زياد، وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه، وقد شهد ذلك أنس بن مالك، وفي روايةٍ: أبي برزة الأسلمي وكلاهما كان بالعراق.

وقد ورد بإسناد منقطع أو مجهول: أنه حمل إلى يزيد [أي في الشام]، وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه، وأن أبا برزة كان حاضرا وأنكر هذا.

وهذا كذب؛ فإن أبا برزة لم يكن بالشام عند يزيد، وإنما كان بالعراق.

وأما " بدن الحسين " فبكربلاء بالاتفاق.

.. وقد حدثني الثقات - طائفة عن ابن دقيق العيد ، وطائفة عن أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي ، وطائفة عن أبي بكر محمد بن أحمد بن القسطلاني ، وطائفة عن أبي عبد الله القرطبي صاحب التفسير: كل هؤلاء حدثني عنه من لا أتهمه ، وحدثني عن بعضهم عدد كثير، كل حدثني عمن حدثه من هؤلاء - أنه كان ينكر أمر هذا المشهد ، ويقول: إنه كذب ، وإنه ليس فيه قبر الحسين ، ولا شيء منه .

والذين حدثوني عن ابن القسطلاني ، ذكروا عنه أنه قال: إنما فيه نصراني" انتهى من "مجموع الفتاوى" (27/ 491).

وقال ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (11/ 508): "والصحيح أنه لم يبعث برأس الحسين إلى الشام، كما سيأتي".

وقال رحمه الله في (11/ 582): "وادعت الطائفة المسمَّوْن بالفاطميين، الذين ملكوا الديار المصرية قبل سنة أربعمائة إلى ما بعد سنة ستين وستمائة، أن رأس الحسين وصل إلى الديار المصرية، ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور به بمصر، الذي يقال له: تاج الحسين بعد سنة خمسمائة.

وقد نص غير واحد من أئمة أهل العلم على أنه لا أصل لذلك، وإنما أرادوا أن يروجوا بذلك بطلان ما ادعوه من النسب الشريف، وهم في ذلك كذبة خونة، وقد نص على ذلك القاضي الباقلاني وغير واحد من أئمة العلماء في دولتهم، في حدود سنة أربعمائة، كما سنبين ذلك كله إذا انتهينا إليه في مواضعه إن شاء الله تعالى" انتهى.

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة "(3/ 100): "س: أهل مصر يدعون أن رأس الحسين عندهم وأهل العراق يدعون مسجدا يسمونه: المشهد الحسيني ولا أدري ما صحة ذلك، وأين يوجد قبر الحسين على أرجح أقوال العلماء؟

ج: الحسين رضي الله عنه قتل في العراق في المحرم سنة 61هـ ودفن جسده في العراق.

أما دعوى أن رأسه نقل إلى مصر ودفن هناك : فلا نعلم له أصلا، وقد أنكر ذلك بعض المحققين من أهل العلم.

ولا يضرك جهلك بذلك، وإنما المشروع لك ولغيرك من المسلمين : الترضي عنه ، وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم جميعا.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز" انتهى.

ثانيا:

لا يشرع زيارة القبر المزعوم في مسجد الحسين، وذلك لوجود المنكرات العظيمة هنا، من السجود للقبر، والطواف به، ودعائه من دون الله، والزائر لا يمكنه إنكار ذلك.

ثالثا:

لا يشرع التبرك بالدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين فضلا عن غيرهم؛ لعدم ورود ذلك، ولأنه ذريعة للغلو، ودعاء المقبور نفسه.

والقبور إنما شرعت زيارتها للعظة والعبرة والدعاء للميت، لا دعائه ولا الدعاء والتوسل به، فانظر كيف عكس الناس القضية ؟

رزقنا الله وإياك العلم النافع واتباع السنة.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب