الجمعة 17 شوّال 1445 - 26 ابريل 2024
العربية

أسئلة متعلقة بأبواب الجنة

310114

تاريخ النشر : 25-08-2019

المشاهدات : 22919

السؤال

سؤالي بخصوص أبواب الجنة ، ما معنى الأبواب ؟ ، مثلًا باب الصلاة لماذا اسمه الصلاة ؛ هل لأن المصلين يدخلون من هذا الباب دون باقي الابواب ؟ وهل كل باب يدخل جنة مختلفة أم كلهم يدخلون نفس المكان ؟ وهل للأبواب علاقة بدرجات الجنة ؛ مثلا باب الجهاد أعلى من باب الصلة ؟ وأريد نصائح بسيطة ويسهل المواظبة عليها تنجني من النار بإذن الله ، أريد حتى ولو أدنى درجة من درجات الجنة فقط هروبًا من النار ؛ لأن نفسي تغلبني دائمًا ، وأريد القليل الدائم الذي يضمن لي النجاة من النار بإذن الله خصوصًا أنني في سن المراهقة ، وهو أصعب فترات العمر وجهاد النفس .

الجواب

الحمد لله.

أولا:

وردت عدة نصوص في الكتاب والسنة متحدثة عن أبواب الجنة؛ ومن ذلك:

قال الله تعالى : هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ  ص/49-51.

وقال سبحانه :  وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ  الزمر/73.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:  مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ  

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟

قَالَ:  نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ  رواه البخاري (1897) ، ومسلم (1027).

فهذه النصوص صريحة في أن للجنة أبوابًا ، والأصل أن تحمل ألفاظ الكتاب والسنة على الحقيقة، إلا إذا قام دليل أو قرينة على عدم إرادة هذه الحقيقة.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" واعلم أن التحقيق حمل اللفظ على الحقيقة الشرعية، ثم العرفية، ثم اللغوية، ثم المجاز عند القائل به إن دلت عليه قرينة " انتهى  من"مذكرة أصول الفقه" (ص 274).

وأبواب الجنة لم يرد في الشرع تعريف لها، ولا يوجد ما يصرفها عن حقيقتها العرفية واللغوية المتبادرة إلى الذهن؛ فأبواب الجنة هي أبواب حقيقية يدخل أهل الجنة من خلالها إلى الجنة، فمعنى الباب معروف في اللغة والعرف ، وهو ما نثبته ، لكن شكلها وصورتها من علم الغيب.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" وفي هذا الحديث دليل على أن للجنة أبوابا " انتهى من "التمهيد" (7 / 186).

ثانيا:

وقد ورد في السنة ما يدل على سعة هذه الأبواب:

روى البخاري (4712) ومسلم (194) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى .

وفي لفظ لمسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ  .

قال النووي رحمه الله :

"قَوْله : ( إِنَّ مَا بَيْن الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة كَمَا بَيْن مَكَّة وَهَجَر أَوْ كَمَا بَيْن مَكَّة وَبُصْرَى ) ( الْمِصْرَاعَانِ ) بِكَسْرِ الْمِيم جَانِبَا الْبَاب , ( وَهَجَر ) بِفَتْحِ الْهَاء وَالْجِيم وَهِيَ مَدِينَة عَظِيمَة هِيَ قَاعِدَة بِلَاد الْبَحْرَيْنِ .

وَأَمَّا ( بُصْرَى ) فَبِضَمِّ الْبَاء وَهِيَ مَدِينَة مَعْرُوفَة بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل , وَهِيَ مَدِينَة حُورَان بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر .

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَاب ) هُوَ بِكَسْرِ الْعَيْن قَالَ الْجَوْهَرِيّ : عِضَادَتَا الْبَاب هُمَا خَشَبَتَاهُ مِنْ جَانِبَيْهِ" انتهى باختصار .

ثالثا:

وأما عدد هذه الأبواب: فهو "ثمانية"، كما نصت على ذلك الأحاديث الصحيحة:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:  فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ  رواه البخاري (3257).

وعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ  رواه البخاري (3435) ، ومسلم (28) واللفظ له.

ثانيا :

خصص كل باب لطاعة معينة؛ ليدخل عبرها من كان له مزيد اجتهاد في تلك الطاعة، فمثلا باب الصلاة ليس لمن أقام الفرائض وحدها، بل لمن أتبعها بكثرة النوافل.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وفي الحديث إشعار بقلة من يُدعى من تلك الأبواب كلها.

وفيه إشارة إلى أن المراد ما يتطوع به من الأعمال المذكورة، لا واجباتها؛ لكثرة من يجتمع له العمل بالواجبات كلها، بخلاف التطوعات، فقَلّ من يجتمع له العمل بجميع أنواع التطوعات.

ثم من يجتمع له ذلك إنما يدعى من جميع الأبواب: على سبيل التكريم له؛ وإلا فدخوله إنما يكون من باب واحد، ولعله باب العمل الذي يكون أغلب عليه، والله أعلم " انتهى من"فتح الباري" (7 / 28 - 29).

وقال ابن سيد الناس رحمه الله تعالى:

" والذي ذكره العلماء في فتح أبواب الجنة والدعاء منها ما فيه من التشريف في الموقف، والإشادة بذكر من حصل له ذلك على رؤوس الأشهاد، فليس من يؤذَن له في الدخول من باب لا يتعدّاه، كمن يُتلقى من كل باب، ويدخل من حيث شاء. هذا فائدة التعدد في فتح أبواب الجنة " انتهى من "النفح الشذي شرح جامع الترمذي" (2 / 13).

والذي يظهر أن هذه الأبواب، إنما يدخل منها العبد إلى عموم الجنة، أو إلى الدرجة التي ينزله الله فيها، وليس إلى منزله الخاص في الجنة؛ وإلا، فأبواب الجنة ثمانية فقط، ولكل داخل إلى الجنة، منزله الخاص فيها.

ثالثا :

ما سألت عنه من الأسباب المدخلة إلى الجنة والمباعدة عن النار، هو سؤال عظيم، وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، عن هذه المسألة، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم يدور على التزام الواجبات، والكف عن المحرمات.

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ!

قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ  رواه الترمذي (2616) وقال: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".

وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  نَعَمْ  رواه مسلم (15).

قال ابن رجب رحمه الله تعالى:

" فهذا الحديث يدل على أن من قام بالواجبات، وانتهى عن المحرمات: دخل الجنة، وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، أو ما هو قريب منه " انتهى من "جامع العلوم والحكم" (1 / 514).

فطريق الجنة إنما يكون بطاعة الله جل جلاله، بفعل المأمورات، وترك المنهيات.

فترك المحرمات: إنما يسهل على المسلم بإذن الله تعالى بقطع أسبابها؛ وأهم أسبابها:

السبب الأول: الخواطر السيئة.

فيحمي المسلم نفسه عن الخواطر السيئة، فكلما خطر لنفسه خاطر معصية أشغلها بالأفكار والأعمال النافعة، أو على الأقل بالمباح من الأعمال أو اللهو، فدفع الخواطر السيئة أسهل من دفعها بعد أن تصبح أفكارا وعزائم قوية.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وأول ما يطرق القلب: الخطرة، فإن دفعها استراح مما بعدها، وإن لم يدفعها قويت فصارت: وسوسة، فكان دفعها أصعب. فإن بادر ودفعها، وإلا قويت وصارت: شهوة. فإن عالجها وإلا صارت: إرادة. فإن عالجها وإلا صارت: عزيمة.

ومتى وصلت إلى هذه الحال لم يمكن دفعها، واقترن بها الفعل ولا بد، وما يقدر عليه من مقدماته، وحينئذ ينتقل العلاج إلى أقوى الأدوية، وهو الاستفراغ التام بالتوبة النصوح.

ولا ريب أن دفع مبادئ هذا الداء أوّلا أسهل بكثير من طلب الدواء " انتهى من " التبيان في أيمان القرآن " (ص 635).

السبب الثاني: أصحاب السوء والبطالون.

فعلى الباحث عن النجاة من المعاصي، أن يهجر كل صاحب سوء أو فارغ لا يشتغل بالمهمات وإن كانوا كما يقال: خفيفي الظل ومضحكين؛ لأن هؤلاء سم قاتل، يسحبون من يصاحبهم إلى باطلهم، ويعطلونه عن صحبة الصالحين ومنافستهم في الخيرات.

وليحرص في مقابل ذلك على صحبة الصالحين، فسيسحبونه إلى الطاعات وطلب العلم والمنافسة في الخيرات.

فعن أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ ، فَحَامِلُ المِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً  رواه البخاري (5534) ، ومسلم (2628).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة " انتهى  من " شرح صحيح مسلم " (16 / 178).

السبب الثالث: وسائل المعاصي.

فعلى المسلم أن يهجر كل مكان يضعف فيه قلبه ويحن فيه إلى الشهوات، فإن اشتاقت نفسه إلى المرح واللهو، ففي المباح ما يكفيه فلا يتعداه إلى الحرام.

وأما فعل المأمورات: فليعلم أنه إذا حافظ على الواجبات ولم يخل بها، فهذا يكفيه، كما في الأحاديث السابقة.

ومن أهم أسباب المحافظة على الواجبات هو أن يحميها بشيء من النوافل، وعلى المسلم أن يكون حكيما في تعويد نفسه عليها، فلا يهجم مرة واحدة على نوافل عدة، فقد تمل نفسه ويتركها.

فلذا يسوس نفسه بتعويدها على النوافل شيئا فشيئا، فيصبر على نافلة زمنا، حتى إذا اعتادت نفسه وألفتها، أضاف إليها نافلة أخرى، وهكذا يتدرج معها؛ لأن العمل القليل الذي يدوم عليه المسلم أفضل من الكثير الذي لا يداوم عليه.

عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟

قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا.قَالَ:

مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا.

وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ

  " رواه البخاري (43) ، ومسلم (785).

وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: " سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟

قَالَ: أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ  رواه البخاري (6465) ، ومسلم (782).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع؛ لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى، ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة " انتهى من "شرح صحيح مسلم" (6 / 71).

وعلى المسلم في كل هذا أن يلزم قلبه التوكل على الله تعالى والاستعانة به، ودعاءه سبحانه وتعالى بحضور قلب وتضرع إليه بأن يوفقه للخير والهدى.

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ   رواه مسلم (2725).

واحرص على تلاوة شيء من القرآن يوميا ، وطالع تفسيرا ميسرا لما تتلوه، كمختصر التفسير، أو تفسير الشيخ السعدي رحمه الله تعالى؛ وكلاهما تفسير نافع سهل الأسلوب والعبارة.

ونسأل الله العظيم لنا ولكم ولجميع المسلمين أن يصرف قلوبنا إلى الخير وأن يوفقنا إليه ويثبتنا عليه، وأن يصرفنا عن الشر وأصحابه.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (135085) ، ورقم : (38161) .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب