الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

أسباب تكفير العلماء لابن سينا .

259065

تاريخ النشر : 03-05-2017

المشاهدات : 189060

السؤال

هل ابن سينا حصل منه كفر ؟

الجواب

الحمد لله.

ابن سينا هو: أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا البلخي، ثم البخاري، صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق، ولد سنة 370هـ، وتوفي سنة 428هـ.

وكان من القرامطة الباطنية، وله مقالات كفرية مشهورة، ولهذا كفره جمع من العلماء، وحكيت توبته قبل موته، والله أعلم بما مات عليه.

قال ابن القيم رحمه الله: " وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم [يعني : الحاكم بأمر الله ، العُبَيْدي ، الذي كان يحكم بمصر] .

فكان من القرامطة الباطنية، الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولا ربٍّ خالق، ولا رسولٍ مبعوث جاء من عند الله تعالى" انتهى من "إغاثة اللهفان" (2/ 1031).

ووصفه ابن القيم أيضا بقوله : "الملحد ، بل رأس ملاحدة الملة" كما في "الصواعق المرسلة" (3/1105) .
 

وقال ابن حجر رحمه الله: " وقال ابن أبي الحموي الفقيه الشافعي شارح الوسيط ، في كتابه الملل والنحل: لم يقم أحد من هؤلاء ، يعني فلاسفة الإسلام ، مقام أبي نصر الفارابي وأبي علي ابن سيناء، وكان أبو علي أقوم الرجلين وأعلمهما.

إلى أن قال:

وقد اتفق العلماء على أن ابن سيناء كان يقول بقدم العالم، ونفي المعاد الجسماني، ولا ينكر المعاد النفساني.

ونُقل عنه أنه قال: إن الله لا يعلم الجزئيات بعلم جزئي، بل بعلم كلي .

فقطع علماء زمانه ، ومن بعدهم من الأئمة ، ممن يعتبر قولهم ، أصولا وفروعا : بكفره، وبكفر أبي نصر الفارابي، من أجل اعتقاد هذه المسائل ، وأنها خلاف اعتقاد المسلمين" انتهى من لسان الميزان (2/ 293).

وممن كفره: أبو حامد الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال"، ونسب إليه المقولات الثلاث السابقة. انظر: ص144

وفي شأن توبته، قال ابن خلكان رحمه الله: " وقد ضعف جداً وأشرفت قوته على السقوط، فأهمل المداواة وقال: المدبر الذي في بدني قد عجز عن تدبيره فلا تنفعني المعالجة .

ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه ، وأعتق مماليكه ، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات" انتهى من وفيات الأعيان (2/ 160).

وقال ابن كثير رحمه الله: " وقد لخص الغزالي كلامه في " مقاصد الفلاسفة "، ثم رد عليه في " تهافت الفلاسفة " في عشرين مسألة، كفره في ثلاث مسائل منهن ; وهي قوله بقدم العالم، وعدم المعاد الجسماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي .

ويقال: إنه تاب عند الموت. فالله سبحانه وتعالى أعلم" انتهى من البداية والنهاية (15/ 668).

والواجب البراءة من إلحاده وكفرياته، والحذر من بدعه وضلالاته .

وأما التوبة : فنرجو أن يكون قد حصل له ذلك.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (130484).

والله أعلم.


 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب