السبت 11 شوّال 1445 - 20 ابريل 2024
العربية

حكم عمل مجموعة تجارية على الواتس آب تلزم الأعضاء بعدد معين من الأذكار عند التسجيل وعند نجاح أي صفقة

257466

تاريخ النشر : 24-01-2017

المشاهدات : 5945

السؤال

هل يجوز فتح قروب ( تجمع ) تجاري الكتروني على برنامج الواتس اب وأن نجعل رسوم الانتساب لهذا القروب الصلاة على النبي عشر مرات يوميا وفي حال نجاح أي صفقة من خلال هذا القروب أن يكون هناك نسبة مشاركة يفرضها القروب على أطراف الصفقة بان يسبحوا الله ويحمدوه 100 مرة ؟ حيث أننا وعند تأسيس هذا القروب التجاري جاءتنا ردود بأنها أفكار بدعية ولا تجوز !!! أفيدونا أثابكم الله ونفع الامة بعلمكم مع جزيل

الجواب

الحمد لله.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضال الأعمال والقربات، والتذكير بها والدعوة إليها عمل صالح نافع، يدخل في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والدلالة على الخير، والدال على الخير كفاعله، والنصوص في ذلك مشهورة معلومة.

وكذلك ذكر الله عز وجل، من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، فهنيئا لمن ذكّر إخوانه، ودعاهم إلى الطاعة.

لكن تحديد عدد معين من الذكر يقوم به المشتركون في المجموعة، أو إلزامهم بذكر معين ، أو عدد معين عند نجاح صفقة ما : ليس من السنة، بل هو من البدعة، ولهذا استنكر الصحابة مثل هذا واستعظموه .

فقد أخرج الدارمي (204) عن عمرو بن سلمة قَالَ : " كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ ؟ قُلْنَا : لَا فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا قَالَ : فَمَا هُوَ ؟ فَقَالَ : إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً قَالَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ قَالَ : أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ ، قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ، أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ ، قَالُوا : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ، قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَأيْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ".

والأثر صححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (5/11).

فالعبادات مبناها على التوقيف، فلا يخترع لها زمان ولا مكان ولا عدد ولا هيئة، إلا أن يدل على ذلك دليل من الشرع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :" لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع ، لا على الهوى والابتداع " انتهى من " مجموع الفتاوى " (22 / 510) .

فالمشروع لكم أن تذكروا إخوانكم في المجموعة بين الحين والآخر بأذكار الصباح، وأذكار المساء، وبالتسبيح والتحميد، فيقال: سبحوا الله، أو استغفروه، أو صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو هذا، وبشكر الله في كل حال ، لا سيما عند تجدد النعم ، ومن هذا الشكر : البذل والتصدق مما أفاء الله على العبد ، والإفضال على خلق الله ؛ دون تحديد عدد معين، ولا إلزام به، ولا دعوة الأعضاء ليخبروا عن أنفسهم أنهم فعلوا ذلك .

والأكمل أن تساق النصوص الدالة على فضائل هذه الأذكار، بين الحين والآخر، كحديث :  كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ  رواه البخاري (6682) ومسلم (2694).

وحديث:  مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ رواه الترمذي (3465) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

وحديث:  مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ  رواه أبو داود (1517) والترمذي (3577) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وحديث:  مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا  رواه مسلم (384).

إلى غير ذلك من الأحاديث، فيساق نص الحديث ويذكّر الأعضاء بما فيه من العمل والفضل.

وتساق نصوص شكر الله على النعم ، وفضائل الصدقات ، والبذل من فضل المال ، ونحو ذلك .

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (239365) ورقم (181899).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب