الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

محتارة بعد عقد القران ، هل أستمر في الزواج أم أطلب الطلاق ؟

225775

تاريخ النشر : 11-04-2015

المشاهدات : 38469

السؤال


سؤالي بالتفصيل بأنه تقدم لخطبتي شاب طيب وعلى خلق ويحافظ على الصلاة وواجبات الدين ، وحدثت الرؤية الشرعية ، واستخرت الله عز وجل ، وتمت الخطبة وعقد القران ، لكي يتسنى لنا التعارف بشكل جيد ، ولكن هناك بعض الأمور التي باتت تحيرني وتجعلني أفكر جديا بالانفصال : أنه قد يسمع الأغاني ويشاهد الأفلام ، وقد يتحدث مع الفتيات في إطار العمل ، وأنا والحمد لله ملتزمة بحجابي وشرائع ديني ، وأحافظ على الفروض والسنن وأجاهد نفسي دائما أن أسير على الصراط المستقيم ، وكنت أتمنى أن أرزق بزوج يعينني على الخير ويدفعني للجنة ، لكنني أشعر أن خطيبي لا يذكرني بالله أو بالآخرة ، بل يحتاج أن أذكره وأحثه دوما على ما يجب عليه فعله ، وما يجب عليه اجتنابه ، وهذا الشيء يقلقني ، لأنني أشعر بأني لو تكاسلت عن بعض أمور ديني ، فلن يقويني هو أو يدفعني لطاعة الله عز وجل . أيضا مشكلة أخرى باتت تؤرقني ، وهو أنه قصير ، وهو طولي تماما ، ومنذ فتره بدأت أشعر أنه غير جميل ، وأستشعر الحرج من طوله ومن شكله ، بالرغم من مميزاته الأخرى ، إنه طيب ومحترم وخلوق ، ولكن أخاف أن أتغاضى عن هذه الصفة الآن ، وبعد أن أتزوج لا أستطيع أن أتغاضى عنها وخصوصا أن كل من حولي يقول لي : بأني أخطأت الاختيار ، وأني أستحق الأفضل ، حتى إخوتي ووالدي ، حتى بت أتمنى أنه لم يتقدم لي ، ولم أخطب ، حتى أرتاح من ذلك الصراع الداخلي بيني وبين نفسي وكل من حولي . أيضا اتضح لي به صفة البخل ! كل الذي يؤرقني ويخوفني من الانفصال ، هو أن أكون ظلمته ، لأنه لم يخطئ بحقي ، ويقصر تقصيرا بالغا وأخاف أن يردها الله لي فيمن سيأتي بعده ، لو طلبت الطلاق من خطيبي الحالي ، مع العلم بأني أصلي الاستخارة بشكل شبه يومي منذ أن عقدت قراني ، فأنا في أشد الحيرة . انصحوني بارك الله فيكم .

الجواب

الحمد لله.


شكر الله لك هذا الحرص الكبير على الالتزام بشرع الله ، والمحافظة عليه ، ثم إننا نوصيك ، يا أمة الله ، بأمور :
أولاً :
ذكرت في رسالتك أن زوجك شخص طيب ومحترم ومحافظ على الصلاة وواجبات الدين وفيه من الصفات الحسنة ما جعلك تقبلين به زوجاً في بداية الأمر حتى تم عقد القران ، وهذه نعمة من الله عليك ، ففي هذا الزمن قد قلَّ المتمسكون بدينهم ، حتى إنه ليصعب على المرأة أن تجد الزوج المتدين الذي كانت ترجوه ، فاحمدي الله على هذه النعمة .

ثانياً :
ما دام أن عقد القران قد تم فإن هذا الرجل يكون زوجك شرعاً ، ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق من غير حاجة إليه ؛ لما روى أبو داود (2226) ، والترمذي (1187) ، وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) صححه الألباني ، ولم نر فيما ذكرتيه سببا مقنعا لطلب الطلاق .

ثالثاً :
كل رجل (بل كل إنسان) مهما بلغت محاسنه لابد أن يكون فيه نقص ما ، فالكمال عزيز ، فلا تظني أختنا الكريمة أنكِ ستجدين رجلا كاملا يمتلك كل الصفات التي تحلم بها الفتاة .
فلابد من الموازنة بين الحسنات والسيئات ، وتَحَمُّل بعض السيئات مع السعي في إصلاحها .
والمرأة الملتزمة بشرع الله وطاعته لها تأثير كبير على زوجها ، فأنت بإذن الله قادرة على سد النقص والخلل الديني الذي في زوجك ، فالمعاصي التي ذكرتيها ينبغي أن تنصحي زوجك بتركها والتوبة منها ، وأنه لا يحسن به – وهو على وشك أن يكون مسئولا عن أسرة – أن يفعل مثل هذه المعاصي ، التي قد يعاقب عليها الإنسان بالمعيشة الضيقة وبحرمان التوفيق فيما يريد أن يفعله .

وأما ما ذكرتيه من أنه بخيل فقد يكون هذا مجرد ظن منك ، بناء على موقف معين ، لا يصح أن يُحكم على الشخص بحكم عام من خلاله ، وأنت لم تعاشريه حتى يكون الحكم عليه دقيقاً ، فقد يتبين لك فيما بعد أنه ليس كذلك .

وأما كونه في طولك فهذا ليس عيباً يجعلك تطلبين لأجله الطلاق فالأمر بإذن الله سهل ويسير ، وأظن أن ما تجدينه في نفسك ما هو إلا وسواس من الشيطان وتأثر بالكلام الذي تسمعينه ممن هم حولك .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (137780) ، ورقم : (131271) ، ورقم : (220252) .

فاستعيذي بالله من الشيطان ، وأبعدي عنك تلك الوساوس ، وأكثري من الدعاء بأن يشرح الله صدرك ، ويحبب إليك زوجك ، ويسعدك في حياتك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب