الثلاثاء 14 شوّال 1445 - 23 ابريل 2024
العربية

أحاديث مكذوبة من أكاذيب الشيعة في الترهيب من اللواط .

208879

تاريخ النشر : 26-01-2014

المشاهدات : 29110

السؤال


هل الأحاديث الآتي ذكرها صحيحة ؟ ، وهل لي من توبة ؟ عن " أبي عبد الله " عليه السلام قال: قال " رسول الله " صلى الله عليه وآله : ( وإن الرجل ليؤتى في حقبه ، فيجلسه الله على جسر جهنم حتى يفرغ الله من حساب الخلايق ، ثم يؤمر به إلى جهنم ، فيعذب بطبقاتها طبقة طبقة حتى يرد أسفلها ، ولا يخرج منها ).وعن أبي عبد الله ، عليه السلام قال: " جاء رجل إلى أبي ، فقال : إني قد ابتليت فادع الله لي ، فقيل له : إنه يؤتي في دبره – فقال : ما ابتلى الله بهذا البلاء أحدا له فيه حاجة، ثم قال أبي : قال الله عز وجل وعزتي وجلالي لا يقعد على إستبرقها وحريرها من يؤتى في دبره ". ؟وهذا الحديث عن أبي بكر الحضرمي عن " أبي عبد الله " عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من جامع غلاما جاء يوم القيامة جنبا لا ينقيه ماء الدنيا ، وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساء‌ت مصيرا ، ثم قال: إن الذكر يركب الذكر فيهتز العرش لذلك. نفس المصدر. ص 249 الحديث 1 .

الجواب

الحمد لله.


أولا :
لا شك أن " اللواط " من أعظم الفواحش ، وأخس المنكرات ، وأشنع الآثام ، وأطم الرزايا ؛ لما يعقبها من خسر ووبال في الدنيا والآخرة .
قال ابن القيم رحمه الله :
" مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ ؛ وعُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ " انتهى من "الجواب الكافي" (ص 168) .
وقال أيضا :
" وَلَأَنْ يُقْتَلَ الْمَفْعُولُ بِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُؤْتَى ، فَإِنَّهُ يَفْسَدُ فَسَادًا لَا يُرْجَى لَهُ بَعْدَهُ صَلَاحٌ أَبَدًا ، وَيَذْهَبُ خَيْرُهُ كُلُّهُ ، وَتَمُصُّ الْأَرْضُ مَاءَ الْحَيَاءِ مِنْ وَجْهِهِ ، فَلَا يَسْتَحِي بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ وَلَا مِنْ خَلْقِهِ ، وَتَعْمَلُ فِي قَلْبِهِ وَرُوحِهِ نُطْفَةُ الْفَاعِلِ مَا يَعْمَلُ السُّمُّ فِي الْبَدَنِ " انتهى من "الجواب الكافي" (164) .

والواجب على من وقع في هذه البلية أن يسارع إلى التوبة إلى الله ، والإقبال عليه بالعمل الصالح ، وليعظم الندم والحسرة على ما بدر منه من القاذورات ، وليعظم اللجوء إلى الله ، والافتقار إلى جنابه ، والإلحاح على بابه ، وليستكثر من الصالحات دهره كله ، فلعل الله أن يجبر كسره ، ويرده إليه بمنه وكرمه .
قال الله تعالى :
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/ 53 .
قال ابن القيم رحمه الله :
" قد استقرت حكمة الله به عدلا وفضلا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وقد ضمن الله سبحانه لمن تاب من الشرك وقتل النفس والزنا أنه يبدل سيئاته حسنات ، وهذا حكم عام لكل تائب من ذنب ، فلا يخرج من هذا العموم ذنب واحد ، ولكن هذا في حق التائبين خاصة " انتهى من "الجواب الكافي" (1 / 116) .

فأقبل على ربك بالتوبة النصوح ، ولا تقنط من رحمة الله ، وابتعد عن رفقة السوء وصحبة الشر ، وصاحب أهل الخير والصلاح ، وابدأ مع نفسك صفحة جديدة بابتسامة الأمل وحسن الرجاء ، وأنت منشرح الصدر حسن الظن بالله .

قال علماء اللجنة :
" أولا :
أجمع المسلمون على أن فعل اللواط من الكبائر التي حرم الله تعالى في كتابه .
ثانيا:
باب التوبة مفتوح لجميع العصاة حتى الكفار، حتى تخرج الشمس من مغربها، وشروط التوبة من حقوق الله هي: الإقلاع عن الذنب ، والندم على ما مضى ، والعزم على عدم العودة ، وليس من شروطها إقامة الحد .
ثالثا:
ينبغي لمن وقع في شيء من المعاصي أن يستتر بستر الله ولا يفضح نفسه ويستغفر الله ويتوب إليه فيما بينه وبين ربه؛ لما أخرج الحاكم والبيهقي: ( اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء من ذلك فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله ، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله ) " .
انتهى مختصرا من "فتاوى اللجنة الدائمة" (24/ 349-350) .
وانظر جواب السؤال رقم : (5177) ، (27176) .

أما هذه الأخبار المذكورة : فلا أصل لها في كتب أهل السنة ، وهي من أكاذيب الشيعة الذين لا يتورعون عن الكذب على الله تعالى ورسله .
أما الخبر الأول :
فذُكر في كتاب "الوسائل" (14/253) ، "الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية" (9/142) .
وأما الخبر الثاني :
فذكر في كتاب : "ثواب الأعمال" (ص238) ، "الكافي" (5/550) ، "مرآة العقول" (20/398) .
وأما الخبر الثالث :
فذكر في كتاب : "جامع المدارك" (1/62) ، "وسائل الشيعة" (14/240) .

ولا وجود لشيء من هذه الأخبار في كتب أهل الحديث ، ولا غيرهم من علماء أهل السنة - حسبما نعلم - لا بإسناد ولا بغير إسناد .

والذي يعنيك من ذلك كله : أن تبادر بالتوبة إلى ربك ، والإنابة إليه ، والإقبال عليه ، من قبل أن يحال بينك وبين ذلك .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب