السبت 11 شوّال 1445 - 20 ابريل 2024
العربية

يسمي نفسه " مايكل " بدل اسمه الحقيقي " محمد " لئلا يتعرض للمخاطر !

182890

تاريخ النشر : 22-10-2012

المشاهدات : 6811

السؤال


أنا أعمل في المبيعات في بلد غربي ، وأقابل عملاء من مختلف الجنسيات وبمختلف الأديان ، وحينما يسألني أحد عن اسمي ، أقول أن اسمي "مايكل" مع أن اسمي الحقيقي هو "محمد" ، نظرا لأني لو قلت لهم اسمي الحقيقي فقد يعرضني لبعض المخاطر ، أو الاشتباه ، أو عدم الأمان، هل هذا حلال أم حرام ؟

الجواب

الحمد لله.


أولا :
إذا سئل الرجل عن اسمه فذكر اسما غير اسمه دون ضرورة ملجئة أو حاجة إلى ذلك عُدّ ذلك من الكذب ، وقد عُلم تحريم الكذب في الشريعة وأنه من صفات المنافقين ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) رواه البخاري ( 33 ) ومسلم ( 59 ) .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " لا يصلح الكذب في جد ولا هزل " .
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (387) وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" .
ثانيا
لا حاجة بك إلى الكذب في مثل ذلك ، وتغيير اسمك من محمد إلى مايكل أمام العملاء بدعوى أن التصريح باسمك الحقيقي قد يعرضك للمخاطر لا نوافقك عليه ، وهو من توهمات النفس ووساوس الشيطان ، ولا يزال الناس ممن يتسمون بهذا الاسم الكريم يصرحون باسمهم في كل زمان وفي كل مكان دون أن يتعرض أحد منهم لمخاطر من أي نوع .
وفي هذا العمل من الشؤم والفساد ما قد يعرضك للمخاطر حقا ، فلا تلتفت إلى ذلك ، وصرح باسمك وأنت فخور به ؛ لأن ذلك من العزة ، وقد قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) المنافقون/ 8 .

فإن غلب على ظنك ، في واقعة بعينها : الخوف ، وأردت أن تحتاط لنفسك ، ففي التورية والمعاريض ما يغني عن الكذب ، كأن تقول " أنا عبد الله " أو " أنا عبد الحميد " ؛ فأنت فعلا عبد الله وعبد الحميد . راجع إجابة السؤال رقم (27261) .
وإن رأيت أيضا أن ذلك لا ينفعك ، فلا بأس بذكر اسم آخر ، سوى اسمك الحقيقية ، في هذه الحالة المعينة ، لكن ابحث عن اسم لا يكون خاصا بالنصارى ، ولا يعرف صاحبه بذلك ، بل تتسمى باسم عام ، محتمل ، وإن كانت مثل هذه الحالات الخاصة : ستكون قليلة ، بل نادرة الحدوث جدا .

والأصل في مثل حالك أنك إذا عجزت عن إظهار شعائر دينك ، ولم تأمن في ذلك المكان على دينك ، ونفسك ، وعرضك : لم يحل لك أن تقيم فيه ، بل تهاجر منه إلى بلد من بلاد المسلمين ، تأمن فيه على نفسك ودينك ، أو بلد آخر من بلاد الكفار ، أكثر أمنا ، يمكنك فيه إن تظهر شعائر دينك ، وأبسط ذلك : اسمك الذي يدل على دينك ؛ هذا إذا لم يتسر لك الإقامة في بلد من بلاد المسلمين .

راجع جواب السؤال رقم : (38158) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب