الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

حكم مشاهدة مقاطع الفيديو المشتملة على استعراض الأجسام

166302

تاريخ النشر : 01-05-2011

المشاهدات : 34414

السؤال

هل استعراض الأجسام في رياضة كمال الأجسام حلال أم حرام ؟ فالهدف من الاستعراض هو لرؤية الأجسام وقياس قوتها هل هذا يعتبر حلالاً أم حراماً يعني ( صور كمال الأجسام + اليوتيوب الاستعراضي + اللي يطلع بالتلفزيون عن هذه الرياضة ) أرجو منكم الإفادة والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الجواب

الحمد لله.


رياضة استعراض الأجسام لبيان قوتها وشدتها لا تكون عادةً إلا مع كشف العورة ، إذ يكشف فيها اللاعب عن فخذيه وما تحت سرته ، ولا يلبس إلا ما يستر عورته المغلظة ، بلباس يحجم الأعضاء بشكل واضح .
ولا يحل لمسلم أن ينظر إلى عورة أخيه المسلم إلا للضرورة والحاجة كالعلاج والتداوي ونحو ذلك ، وعورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة ، كما سبق بيان ذلك في جواب السؤال (34976) .
وفي الحديث الصحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ) ، رواه مسلم (338) .
وعليه ؛ فلا يجوز النظر إلى صور استعراض الأجسام ، ولا مقاطع الفيديو المشتملة على ذلك ، وللاستزادة ينظر جواب السؤال (40527) ، (145885) ، (49836).
ولو فُرض خلو هذا الاستعراض من كشف العورة ، فلا حرج فيه حينئذٍ ، مع التنبيه والتحذير من تحول هذه الرياضة من وسيلة لبناء جسم قوي يستعان به على طاعة الله ، إلى غاية بحد ذاتها ، كما هو واقع من يمارس هذه الرياضة الآن .
حيث تحولت همَّة كثير من هؤلاء الرياضيين إلى بناء الجسم فقط ، وأصبح هو الغاية التي يحيا لها ، ويموت لأجلها ، ويقف وقته لذلك ، فتراه يفخر بجسمه ، ويزهو بقوته ، فيمسي قلبه خراباً ، وعمله سراباً .
فهمُّهم الأول والأخير تدوير زنودهم ، وتضخيم صدورهم ، ونفخ عضلاتهم ، ليصبحوا جذابين أقوياء ؛ لإهابة الآخرين ، أو إثارة إعجابهم ولفت أنظارهم .
وقد ذم الله المنافقين بأن لهم أجساداً حسنة ، ولكن أعمالهم قبيحة فقال : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ، وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) .
فأجسامهم وأشكالهم حسنة ، وأقوالهم مُعجبة فهم ذوو فصاحة ، ولكن ليس وراء ذلك من الأخلاق الفاضلة والهَدي الصالح شيء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" شبههم الله سبحانه بالخُشب المسندة اليابسة التي لا تُثمر ، فالخشبة اليابسة إذا كانت لا ثمر فيها لا تُمدح ولو كانت عظيمة ، وهكذا الصورة مع القلب ، نعم ، قد تكون الصورة عوناً على الإيمان والعمل الصالح فيحمد صاحبها إذا استعان بها في طاعة الله وعف عن معاصيه ". انتهى من "منهاج السنة النبوية" (5/321)
وقيمة الإنسان الحقيقة تكون بالتقوى ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) ، رواه مسلم (2564) .
وكما قال الشاعر :
يا خادِمَ الجِسم كمْ تشقى بخِـدْمَتهِ لِتطلُبَ الرَّبحَ في ما فيه خُسْرانُ
أقبِلْ على النَّفسِ فاستكمِلْ فضائلَها فأنتَ بالنَّفسِ لا بالجِسمِ إنسانُ
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب