الشهادة لمعيّن بالجنة والنار

21-11-2000

السؤال 731

سمعت محاضرة لبعض المشايخ يقولون أنهم سلفيون ويقولون بما يلي: أمي كافرة وستدخل النار أعلم ذلك. يقولون أنهم متأكدون من دخول شخص النار. فهل هذا مباح؟ هل نقول أن شخصاً ما سيدخل جهنم بسبب دينه؟.

الجواب

الحمد لله.


القاعدة في مذهب أهل السنة والجماعة ؛ أن الشهادة لمعيّن بالجنة والنار من أمور العقيدة التي تؤخذ بالتلقي من الكتاب والسنة ، ولا مجال للعقل بالاجتهاد فيها .

فمن شهد له الشرع - الكتاب والسنة - بجنة أو نار ؛ شهدنا له ، ومع ذلك فنحن نرجو للمحسن الجنة ، ونخاف على المسيء النار ، والله أعلم بالخواتيم .

والشهادة بالجنة والنار تنقسم إلى قسمين :-

1. الشهادة العامة : المتعلقة بوصف ، كأن تقول : من أشرك بالله تعالى شركاً أكبر فقد كفر وخرج من الدين وهو في النار .

وكذلك نقول : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . ومثل هذه النصوص وغيرها كثيرة في القرآن الكريم ، والسنة النبوية .

وإذا سأل شخص : هل الذي يدعو غير الله  ويستغيث به في الجنة أم في النار ؟ . فنقول هو كافر وفي النار إذا قامت عليه الحجة والدليل وأصرّ ومات على ذلك .

وإذا قيل : من حج فلم يرفث ولم يفسق ؛ ومات بعد حجه - مثلاً فأين مصيره ؟ قلنا هو في الجنة ، أو من كان آخر كلامه من الدنيا : لا إله إلا الله " فهو في الجنّة ونحو ذلك .

كلٌّ هذا للوصف لا للشخص المعيّن .

2. الشهادة الخاصة أو المعيّنة : لشخص بذاته واسمه أنه في الجنة أو في النار ، فهذه لا تجوز إلا في حق من أخبر الله تعالى عنه ، أو رسوله أنه في الجنّة أو في النار .

فمن شهد لهم الله أو رسوله بالجنة بأعيانهم فهم من أهلها قطعا كالعشرة المبشرين بالجنة ، وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة ، أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنه   .

وممن شهد له الشّرع بالنار على التعيين فهو من أهلها كأبي لهب ، وامرأته ، وأبي طالب ، وعمرو بن لحي ، وغيرهم .

نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة بمنّه وكرمه وصلى الله على نبينا محمد .

العقيدة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب