مدرس ينشغل عن حصصه الأصلية بحجة النشاط وأعمال أخرى

05-11-2007

السؤال 69795

ما حكم انشغال المعلم عن دخول حصصه الأصلية في المدرسة بحجة انشغاله بأعمال أخرى مثل الكمبيوتر أو النشاط أو الإرشاد أو أي أمر آخر ؟

الجواب

الحمد لله.


لا شك أن الوظيفة الأساسية للمدرس هي قيامه بالتدريس في الحصص المخصصة له ، لكن الأعمال الأخرى كالنشاط والإشراف وإعداد اللوحات ونحو ذلك ، لا يستهان بها أيضا ؛ لما لها من أثر نافع على الطلاب ، وعلى إقبال الناس على المدرسة . وقد ينتفع الطالب بهذه الأنشطة أكثر من انتفاعه بالدرس المجرد ، فعلى إدارة المدرسة أن تنظم هذه الأعمال ، وتوزع هذه المهام بحيث لا تؤثر على أداء المدرس في فصله .
وإذا كان المدرس قد كُلِّف بهذه الأعمال من قبل الإدارة فلا حرج عليه في ذلك .
وإن كان يفعلها من قبل نفسه ، فهو مشكور على ذلك ، لكن ينبغي أن يسدد ويقارب ، ولا يفوت على الطلاب حقهم من الشرح والتدريس اللازم لهم ، أو أن يطلب تخفيف الحصص عنه ، ليتفرغ لهذه الأنشطة ، فيكون ذلك جمعا بين المصلحتين .
وإن لم يكن للأنشطة التي يقوم بها أهمية ، أو أن غيره قد كفاه أمرها ، أو كان يبالغ في تضييع وقته فيها ، على حساب أدائه في الفصل ، فلا شك أن هذا تفريط في الواجب وتضييع للأمانة ، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ) البقرة/220 ، وعليه أن يتقي الله تعالى ، وألا ينشغل بالمفضول عن الفاضل ، وأحرى ألا ينشغل بالمفضول عن الواجب .
وفي بيان أهمية الأنشطة ، وضرورة التعاون لأدائها ، قال الشيح ابن جبرين حفظه الله : " ينبغي التعاون والتساعد على الأمور المهمة التي يحتاج إليها داخل المدرسة ، كإعداد مقالات ، أو بحث مسألة ، أو اشتراك في نشاط مدرسي ، أو كتابة صحف حائطية ، أو إرشادات وتوجيهات مهمة توحي بتقدم المدرسة وأهلها ، وتعطي فكرة قوية لمن زارها بقوة الأنشطة والنصائح والأفكار ، ولا شك أن هذا لا يحصل من فرد أو اثنين ، فلا ينبغي للمدير إهمال هذا الجانب والانفراد في غرفة الإدارة ، والاقتصار على تكليف كل مدرس بإلقاء مادته داخل الفصل ، بل عليه واجب فوق ذلك وهو الحرص على مضاعفة النشاط الطلابي ، وشحذ الهمم على الأعمال النافعة ، وحث الطلاب والمدرسين والموظفين على التعاون فيما بينهم ، وبذل شيء من الجهد والوقت في الكتابات والتوجيهات والفوائد التي تلفت الأنظار وتعجب الزوار ، ويظهر من آثارها الإخلاص والنصح للتلاميذ وغيرهم ، فمتى ترك ذلك مدير المدرسة فعلى المدرسين إبداء اقتراحاتهم وإبداء تعاونهم معه في صالح الجميع . ومتى طلب المدير منهم أو من بعضهم تولي بعض الأعمال ، فعليه المبادرة وتلبية الطلب ، فذلك مما يجب على الجميع ، وهو من التعاون على البر والتقوى . وهكذا لو احتاج ذلك إلى بذل شيء من المال ينفع في هذه الأنشطة ولا يضر باقتصاد من بذله ، فإن حقا على القادر المبادرة إلى ذلك ، وكذا لو طلب المدير من أحدهم شراء حاجة مهمة لصالح المدرسة وهو ممن يعرفها ولا ضرر عليه ، فإن حق الأخوة والصداقة والرفقة تلبية الطلب ، وعدم الاقتصار على إلقاء الدرس داخل الفصل ، فذلك وإن كان هو الواجب الأصلي لكن غيره مما يلحق به ، وقد عرف أن دوام المدرس كغيره من أول الوقت إلى آخر العمل . فمتى كان متفرغا فلا يحتقر أن يعمل مع غيره عملا في صالح الجميع " انتهى من "الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية" ص 21 .
والله أعلم .
أحكام الوظائف
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب