هل يكذب على والديه من أجل أن تزيد حسناتهم؟!

30-08-2004

السؤال 47564

أنا عندما يأتيني المال من أبي أو أمي أتصدق به ويبقى منه القليل ، وعندما أطلب منهما مالاً قالوا : أين ذهب مالك ؟ فأكذب عليهم ، فأقول : كنت أشتري به ، والسبب في كذبي لأني أريد أن يزيد الله سبحانه في حسناتهم ! فهل يجوز لي الكذب عليهما أم أقول الحقيقة ؟.

الجواب

الحمد لله.

الأصل في الكذب أنه محرَّم وهو علامة من علامات المنافقين ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) رواه البخاري ( 32 ) ومسلم ( 89 ) .

ولكن توجد حالات جاء الشرع بجواز الكذب فيها تحقيقاً للمصلحة العظيمة أو دفعاً للمضرة :

فمن تلك الحالات :

1- أن يتوسط إنسان للإصلاح بين فريقين متخاصمين .

2- حديث الرجل لامرأته ، وحديث المرأة لزوجها في الأمور التي تشدّ أواصر الوفاق والمودّة بينهما .

3- الحرب .

فعن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً ) . رواه البخاري ( 2546 ) ومسلم ( 2605 ) .

وعن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يصلح الكذب إلا في ثلاث يحدث الرجل امرأته ليرضيها والكذب في الحرب والكذب ليصلح بين الناس ) . قال الشيخ الألباني : حسن .

وما ذكرتَه ليس بعذرٍ لك في كذبك على أهلك ، وإذا صدقتَ معهم فلن يُحرموا الأجر بإنفاقهم عليك ، فيمكنك الجمع بين أن ينفق عليك أهلك وأن يتصدقوا على المحتاجين بترغيبهم ببذل المال في سبيل الله ، دون الحاجة للكذب عليهم في أنك أنفقتَه في الشراء وأنت لم تفعل .

ونسأل الله تعالى أن يصلح لك نيتك وعملك ، وأن يجزيك خيراً على ما أردتَ نفع أهلك .

والله أعلم .

الأخلاق المذمومة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب